93 - وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين .
يعدد سبحانه وتعالى عليهم خطأهم ومخالفتهم للميثاق وعتوهم وإعراضهم عنه حتى رفع الطور عليهم حتى قبلوه ثم خالفوه : { ولهذا قالوا سمعنا وعصينا } وقد تقدم تفسير ذلك ( انظر ص 73 ) { وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم } عن قتادة قال : أشربوا حبه حتى خلص ذلك إلى قلوبهم . وعن النبي صلى الله عليه وسلّم : " حبك الشي يعمي ويصم " ( رواه الإمام أحمد وأبو داود عن أبي الدرداء Bه ) وعن علي Bه قال : عمد موسى إلى العجل فوضع عليه المبارد فبرده بها وهو على شاطىء نهر فما شرب أحد من ذلك الماء ممن كان يعبد العجل إلا اصفر وجهه مثل الذهب ( رواه ابن أبي حاتم عن علي كرم الله وجهه ) .
وقوله : { قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين } أي بئسما تعتمدونه في قديم الدهر وحديثه من كفركم بآيات الله ومخالفتكم الأنبياء ثم كفركم بمحمد صلى الله عليه وسلّم وهذا أكبر ذنوبكم وأشد الأمرو عليكم إذ كفرتم بخاتم الرسل وسيد الأنبياء والمرسلين المبعوث إلى الناس أجمعين فكيف تدعون لأنفسكم الإيمان وقد فعلتم هذه الأفاعيل القبيحة من نقضكم المواثيق وكفركم بآيات الله وعبادتكم العجل من دون الله . ؟