18 - ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين .
- 19 - الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون .
- 20 - أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون .
- 21 - أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون .
- 22 - لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون .
يبين تعالى حال المفترين عليه وفضيحتهم في الدار الآخرة على رؤوس الخلائق كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : " إن الله D يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره من الناس ويقرره بذنوبه ويقول له : أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال : فإني قد سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب حسناته وأما الكفار والمنافقون فيقول : { الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين } " ( أخرجه البخاري ومسلم وأحمد عن ابن عمر Bهما ) الآية . وقوله : { الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا } أي يردون عن اتباع الحق وسلوك طريق الهدى الموصلة إلى الله D { ويبغونها عوجا } أي ويريدون أن يكون طريقهم { عوجا } غير معتدلة { وهم بالآخرة هم كافرون } أي جاحدون بها مكذبون بوقوعها { أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء } أي بل كانوا تحت قهره وغلبته وفي قبضته وسلطانه وهو قادر على الانتقام منهم ولكن { يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار } وفي الصحيحين : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " ولهذا قال تعالى : { يضاعف لهم العذاب } الآية أي يضاعف عليهم العذاب وذلك أن الله تعالى جعل لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم بل كانوا صما عن سماع الحق عميا عن اتباعه كما أخبر تعالى عنهم حين دخولهم النار { وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير } .
وقوله تعالى : { أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون } أي خسروا أنفسهم لأنهم أدخلوا نارا حامية فهم معذبون فيها لا يفتر عنهم من عذابها كما قال تعالى : { كلما خبت زدناهم سعيرا } { وضل عنهم } أي ذهب عنهم { ما كانوا يفترون } من دون الله من الأنداد والأصنام فلم تجد عنهم شيئا بل ضرتهم كل الضرر كما قال تعالى : { وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء .
وكانوا بعبادتهم كافرين } وقال تعالى : { سيكفرون بعبادتهم ويكون عليهم ضدا } وقال الخليل لقومه : { ثم يوم القيامة يكفر بعضكم لبعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين } إلى غير ذلك من الآيات الدالة على خسرهم ودمارهم ولهذا قال : { لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون } يخبر تعالى عن مآلهم بأنهم أخسر الناس في الآخرة لأنهم اعتاضوا عن نعيم الجنان بحميم آن وعن الحور العين بطعام من غسلين وعن القصور العالية بالهاوية فلا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون