115 - وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم .
- 116 - إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير .
يقول تعالى مخبرا عن نفسه الكريمة وحكمه العادل إنه لا يضل قوما إلا بعد إبلاغ الرسالة إليهم حتى يكونوا قد قامت عليهم الحجة كما قال تعالى : { وأما ثمود فهديناهم } الآية قال ابن جرير : يقول تعالى : وما كان الله ليقضي عليكم في استغفاركم لموتاكم المشركين بالضلال بعد إذ رزقكم الهداية ووفقكم للإيمان به وبرسوله حتى يتقدم إليكم بالنهي عنه فتتركوا فأما قبل أن .
يبين كم كراهة ذلك فإنه لا يحكم عليكم بالضلال فإن الطاعة والمعصية إنما يكونان من المأمور والمنهي وأما من لم يؤمر ولم ينه فغير كائن مطيعا أو عاصيا فيما لم يؤمر به ولم ينه عنه وقوله تعالى : { إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير } قال ابن جرير : هذا تحريض من الله لعباده المؤمنين في قتال المشركين وملوك الكفر وأنهم يثقوا بنصر الله مالك السموات والأرض ولا يرهبوا من أعدائه فإنه لا ولي لهم من دون الله ولا نصير لهم سواه . وقال ابن أبي حاتم عن حكيم بن حزام قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بين أصحابه إذ قال لهم : " هل تسمعون ما أسمع ؟ " قالوا : ما نسمع من شيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " إني لأسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط وما فيها من موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم "