115 - قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين .
- 116 - قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم .
هذه مبارزة من السحرة لموسى عليه السلام في قولهم : { إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين } أي قبلك كما قال في الآية الأخرى : { وإما نكون أول من ألقى } فقال لهم موسى عليه السلام : ألقوا أي أنتم أولا قيل : الحكمة في هذا - والله أعلم - ليرى الناس صنيعهم ويتأملوه فإذا فرغوا من بهرجهم جاءهم الحق الواضح الجلي بعد التطلب له والانتظار منهم لمجيئه فيكون أوقع في النفوس وكذا كان ولهذا قال تعالى : { فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم } أي خيلوا إلى الأبصار أن ما فعلوه له حقيقة في الخارج ولم يكن إلا مجرد صنعة وخيال كما قال تعالى : { فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى } . قال ابن عباس : ألقوا حبالا غلاظا وخشبا طوالا قال : فأقبلت يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى وقال محمد بن إسحاق : ألقى كل رجل منهم ما في يده من الحبال والعصي : فإذا حيات كأمثال الجبال قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضا . وقال السدي : كانوا بضعة وثلاثين ألف رجل ليس رجل منهم إلا ومعه حبل وعصا { فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم } يقول : فرقوهم أي من الفرق حتى جعل يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ولهذا قال تعالى : { وجاؤوا بسحر عظيم }