10 - إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار .
- 11 - كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب .
يخبر تعالى عن الكفار بأنهم وقود النار : { يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار } وليس ما أوتوه في الدنيا من الأموال والأولاد بنافع لهم عند الله ولا بمنجيهم من عذابه وأليم عقابه كما قال تعالى : { ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون } .
وقال تعالى : { لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد } وقال ههنا : { إن الذين كفروا } أي بآيات الله وكذبوا رسله وخالفوا كتابه ولم ينتفعوا بوحيه إلى أنبيائه : { لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار } أي حطبها الذي تسجر به وتوقد به كقوله : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم } الآية . وعن أم الفضل : أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قام ليلة بمكة فقال : " هل بلغت ؟ يقولها ثلاثا فقام عمر بن الخطاب - وكان أواها - فقال : اللهم نعم وحرصت وجهدت ونصحت فاصبر فقال النبي صلى الله عليه وسلّم : " ليظهرن الإيمان حتى يرد الكفر إلى مواطنه وليخوضن رجال البحار بالإسلام وليأتين على الناس زمان يقرؤون القرآن فيقرؤونه ويعلمونه فيقولون قد قرأنا وقد علمنا فمن هذا الذي هو خير منا ؟ فما في أولئك من خير " قالوا : يا رسول الله فمن أولئك ؟ قال : " أولئك منكم أولئك هم وقود النار " ( رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه ) .
وقوله تعالى : { كداب آل فرعون } قال ابن عباس : كصنيع آل فرعون وكذا روي عن عكرمة ومجاهد والضحاك وغير واحد ومنهم من يقول : كسنة آل فرعون وكفعل آل فرعون وكشبه آل فرعون والألفاظ متقاربة والدأب - بالتسكين والتحريك أيضا كنهر ونهر - هو الصنيع والحال والشأن والأمر والعادة كما يقال : لا يزال هذا دأبي ودأبك وقال امرؤ القيس : .
كدأبك من أم الحويرث قبلها ... وجارتها أم الرباب بمأسل .
والمعنى كعادتك في أم الحويرث حين أهلكت نفسك في حبها وبكيت دارها ورسمها والمعنى في الآية : إن الكافرين لا تغني عنهم الأموال ولا الأولاد بل يهلكون ويعذبون كما جرى لآل فرعون ومن قبلهم من المكذبين للرسل فيما جاؤوا به من آيات الله وحججه : { والله شديد العقاب } أي شديد الأخذ أليم العذاب لا يمتنع منه أحد ولا يفوته شيء بل هو الفعال لما يريد الذي قد غلب كل شيء لا إله غيره ولا رب سواه