هذه السورة هي أول المفصل على الصحيح وقيل من الحجرات والدليل على ذلك ما رواه أبو داود في سننه " باب تحزيب القرآن " ثم قال قال أوس : سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم كيف يحزبون القرآن ؟ فقالوا : ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل وحده ( أخرجه أبو داود وابن ماجة ) بيانه : ( ثلاث ) البقرة وآل عمران والنساء و ( خمس ) المائدة والأنعام والأعراف والأنفال وبراءة و ( سبع ) يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل و ( تسع ) سبحان والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج والمؤمنون والنور والفرقان و ( إحدى عشرة ) الشعراء والنمل والقصص والعنكبوت والروم ولقمان والم السجدة والأحزاب وسبأ وفاطر ويسن و ( ثلاث عشرة ) الصافات وص والزمر وغافر وحم السجدة وحم عسق والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف والقتال والفتح والحجرات ثم بعد ذلك الحزب المفصل كما قاله الصحابة Bهم فتعين أن أوله سورة ق وقال الإمام أحمد عن عبد الله بن عبد الله أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقرأ في العيد قال : بقاف واقتربت ( أخرجه مسلم وأصحاب السنن ) . وعن أم هشام بنت حارثة قالت : لقد كان تنورنا وتنور النبي صلى الله عليه وسلّم واحدا سنتين أو سنة وبعض سنة وما أخذت { ق والقرآن المجيد } إلا على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلّم وكان يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس ( أخرجه مسلم وأبو داود وأحمد ) .
والقصد أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يقرأ بهذه السورة في المجامع الكبار كالعيد والجمع لاشتمالها على ابتداء الخلق والبعث والنشور والمعاد والقيام والحساب والجنة والنار والثواب والعقاب والترغيب والترهيب والله أعلم .
بسم الله الرحمن الرحيم