14 - فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين .
يذكر تعالى كيفية موت سليمان عليه السلام وكيف عمى الله موته على الجان المسخرين له في الأعمال الشاقة فإنه مكث متوكئا على عصاه وهي منسأته مدة طويلة نحوا من سنة فلما أكلتها دابة الأرض وهي ( الأرضة ) ضعفت وسقط إلى الأرض وعلم أنه قد مات قبل ذلك بمدة طويلة وتبينت الجن والإنس أيضا أن الجن لا يعلمون الغيب كما كانوا يتوهمون ويوهمون الناس ذلك ( ذكر عند تفسير هذه الآية أخبار غريبة من الإسرائيليات ضربنا صفحا عنها ) . قال عبد الرحمن بن يزيد بن أسلم : قال سليمان عليه السلام لملك الموت : إذا أمرت بي فأعلمني فأتاه فقال : يا سليمان قد أمرت بك قد بقيت لك سويعة فدعا الشياطين فبنوا عليه صرحا من قوارير وليس له باب فقام يصلي فاتكأ على عصاه قال : فدخل عليه ملك الموت فقبض روحه وهو متكئ على عصاه ولم يصنع ذلك فرارا من ملك الموت قال : والجن تعمل بين يديه وينظرون .
إليه يحسبون أنه حي . قال : فبعث الله D دابة الأرض قال : والدابة تأكل العيدان يقال لها : القادح فدخلت فيها فأكلتها حتى إذا أكلت جوف العصا ضعفت وثقل عليها فخر ميتا فلما رأت الجن ذلك انفضوا وذهبوا قال : فذلك قوله تعالى : { ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته } قال أصبغ : بلغني أنها قامت سنة تأكل منها قبل أن يخر وذكر غير واحد من السلف نحوا من هذا والله أعلم