12 - ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد .
اختلف السلف في لقمان : هل كان نبيا أو عبدا صالحا ؟ على قولين : الأكثرون على الثاني قال ابن عباس : كان لقمان عبدا حبشيا نجارا وقال سعيد بن المسيب : كان لقمان من سودان مصر ذا مشافر أعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة وقال ابن جرير عن خالد الربعي قال : كان لقمان عبدا حبشيا نجارا فقال له مولاه : اذبح لنا هذه الشاة فذبحها قال أخرج أطيب مضغتين فيها فأخرج اللسان والقلب ثم مكث ما شاء الله ثم قال اذبح لنا هذه الشاة فذبحها فقال : أخرج أخبث مضغتين فيها فأخرج اللسان والقلب فقال له مولاه : أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها فأخرجتهما وأمرتك أن تخرج أخبث مضغتين فيها فأخرجتهما : فقال لقمان أنه ليس من شيء .
أطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا وقال مجاهد : كان لقمان عبدا صالحا ولم يكن نبيا غليظ الشفتين مصفح القدمين قاضيا على بني إسرائيل . وقوله : { ولقد آتينا لقمان الحكمة } أي الفهم والعلم والتعبير { أن اشكر لله } أي أمرناه أن يشكر الله D على ما آتاه الله ومنحه ووهبه من الفضل الذي خصصه به عمن سواه من أبناء جنسه وأهل زمانه ثم قال تعالى : { ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه } أي إنما يعود نفع ذلك وثوابه على الشاكرين لقوله تعالى : { ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون } وقوله : { ومن كفر فإن الله غني حميد } أي غني عن العباد لا يتضرر بذلك ولو كفر أهل الأرض كلهم جميعا فإنه الغني عما سواه فلا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه