6 - ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك .
لهم عذاب مهين .
- 7 - وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم .
لما ذكر تعالى حال السعداء وهم الذين يهتدون بكتاب الله وينتفعون بسماعه عطف بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب ( قال السيوطي : أخرج ابن جويبر : نزلت في النضر بن الحارث اشترى قينة وكان لا يسمع بأحد يريد الإسلام إلا انطلق به إلى قينته يقول : أطعميه واسقيه وغنيه هذا خير مما يدعوك إليه محمد وقيل : إن النضر هذا كان من بني عبد الدار .
وكان قد تعلم أخبار فارس في الجاهلية ) . روى ابن جرير عن أبي الصهباء البكري أنه سمع عبد الله بن مسعود وهو يسأل عن هذه الآية : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله } فقال عبد الله بن مسعود : الغناء والله الذي لا إله إلا هو يردها ثلاث مرات وقال الحسن البصري : نزلت هذه الآية { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم } في الغناء والمزامير وقيل : أراد بقوله : { يشتري لهو الحديث } اشتراء المغنيات من الجواري قال ابن أبي حاتم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن وأكل أثمانهم حرام وفيهن أنزل الله D علي : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله } ( أخرجه ابن أبي حاتم ورواه الترمذي وابن جرير ) قال الضحاك : { لهو الحديث } يعني الشرك وبه قال ابن أسلم واختار ابن جرير أنه كل كلام يصد عن آيات الله واتباع سبيله وقوله : { ليضل عن سبيل الله } أي إنما يصنع هذا للتخالف للإسلام وأهله وقوله تعالى : { ويتخذها هزوا } قال مجاهد : ويتخذ سبيل الله هزوا يستهزئ بها وقال قتادة : يعني ويتخذ آيات الله هزوا وقول مجاهد أولى . وقوله : { أولئك لهم عذاب مهين } أي كما استهانوا بآيات الله وسبيله أهينوا يوم القيامة في العذاب الدائم المستمر ثم قال تعالى : { وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا } أي هذا المقبل على اللهو واللعب والطرب إذا تليت عليه الآيات القرآنية ولى عنها وأعرض وأدبر وتصامم وما به من صمم : كأنه ما سمعها لأنه يتأذى بسماعها إذ لاانتفاع له بها ولا أرب له فيها { فبشره بعذاب أليم } أي يوم القيامة يؤلمه كما تألم بسماع كتاب الله وآياته