91 - والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين .
هكذا يذكر تعالى قصة مريم وابنها عيسى عليهما السلام مقرونة بقصة زكريا وابنه يحيى عليهما السلام فيذكر أولا قصة زكريا ثم يتبعها بقصة مريم لأن تلك مربوطة بهذه فإنها إيجاد ولد من شيخ كبير قد طعن في السن ومن امرأة عجوز عاقر لم تكن تلد في حال شبابها ثم يذكر قصة مريم وهي أعجب فإنها إيجاد ولد من أثنى بلا ذكر قال تعالى : { والتي أحصنت فرجها } ( يراد من الفرج : فرج القميص : أي لم يعلق بثوبها ريبة أي أنها طاهرة الأثواب قال السهيلي : فلا يذهبن وهمك إلى غير هذا من لطيف الكناية لأن القرآن أنزه معنى وأوزن لفظا وألطف إشارة وأملح عبارة من أن يريد ما يذهب إليه وهم الجاهلين ولا سيما والنفخ من روح القدس بأمر القدوس فأضعف القدس إلى القدوس ونزه المقدسة المطهرة عن الظن الكاذب والحدس ) يعني مريم عليها السلام كما قال في سورة التحريم : { ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا } وقوله : { وجعلناها وابنها آية للعالمين } أي دلالة على أن الله على كل شيء قدير وأنه يخلق ما يشاء وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون وهذا كقوله : { ولنجعله آية للناس } قال ابن عباس في قوله : { للعالمين } قال : العالمين الجن والإنس