107 - إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا .
- 108 - خالدين فيها لا يبغون عنها حولا .
يخبر تعالى عن عباده السعداء وهم الذين آمنوا بالله ورسوله وصدقوا المرسلين فيما جاءوا به أن لهم جنات الفردوس قال مجاهد : هو البستان بالرومية وقال الضحاك : هو البستان الذي فيه شجر الأعناب وقال قتادة : الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلّم : " الفردوس ربوة الجنة أوسطها وأحسنها " ( أخرجه ابن جرير عن سمرة مرفوعا ) . وفي الصحيحين : " إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة " وقوله تعالى : { نزلا } أي ضيافة فإن النزل الضيافة وقوله : { خالدين فيها } أي مقيمين ساكنين فيها لا يظعنون عنها أبدا { لا يبغون عنها حولا } أي لا يختارون عنها غيرها ولا يحبون سواها كما قال الشاعر : .
فحلت سويدا القلب لا أنا باغيا ... سواها ولا عن حبها أتحول .
وفي قوله تعالى : { لا يبغون عنها حولا } تنبيه على رغبتهم فيها وحبهم لها مع أنه قد يتوهم فيمن هو مقيم في المكان دائما أنه قد يسأمه أو يمله فأخبر أنهم مع هذا الدوام والخلود السرمدي لا يختارون عن مقامهم ذلك متحولا ولا انتقالا ولا ظعنا ولا رحلة ولا بدلا