109 - ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) .
- قال ابن حجر في تخريج أحاديث الرافعي متفق على صحته عن ( 1 ) عائشة ( 2 ) وابن عباس قال ورواه مسلم من حديث ( 3 ) جندب قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلّم قبل أن يموت بخمس يقول ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك اه وفي الزواجر أخرج أحمد عن ( 4 ) أسامة والشيخان والنسائي عن عائشة وابن عباس ومسلم عن ( 5 ) أبي هريرة لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .
( قلت ) وورد أيضا من مرسل الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أخرجه سعيد بن منصور في سننه وإسماعيل بن إسحاق القاضي في كتاب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم من جملة حديث ولفظه فيه لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وفي الجامع الصغير قاتل أي لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد الشيخان وأبو داود عن أبي هريرة اه . وأخرج عبد الرزاق في المصنف ومالك في الموطأ عن عمر بن عبد العزيز قال آخر ما تكلم ولفظ مالك كان من آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن قال قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقى بأرض العرب دينان وأخرج مالك أيضا عن زيد بن أسلم عن عطاء ابن يسار وعبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن زيد بن أسلم : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) . وأسنده البزار عن عمر بن محمد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ الموطأ سواء وله شاهد عند العقيلي من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ اللهم لا تجعل قبري وثنا لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وأخرج البخاري ومسلم والنسائي عن عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير فذكرتا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلّم فقال إن إولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تيك الصور فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة .
( قلت ) وهذا أخص مما تقدم والنهي فيه أشد ومحله إذا فعل ذلك تعظيما لشأنها أو للتوجه في الصلاة إليها أو خيف من اعتقاد ما لا يجوز في المقبور فيها فأما من اتخذا مسجدا في جوار صالح وقصد التبرك بالقرب منه لا للتعظيم له ولا للتوجه إليه فلا يدخل في الوعيد المذكور كما قاله البيضاوي وغيره