590 - أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن ننزل الناس منازلهم .
رواه مسلم تعليقا في مقدمة صحيحه فقال ويذكر عن عائشة قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الحديث ووصله أبو نعيم في المستخرج وأبو داود وابن خزيمة والبزار وأبو يعلى والبيهقي في الأدب والعسكري في الأمثال وغيرهم من حديث ميمون بن أبي شبيب أنه قال جاء سائل إلى عائشة فأمرت له بكسرة وجاء رجل ذو هيئة فأقعدته معها فقيل لها لم فعلت ذلك ؟ قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن ننزل الناس منازلهم .
قال في اللآلئ وأغله أبو داود بأن ميمون لم يدرك عائشة ورد عليه بأن ميمون هذا كوفي قديم أدرك المغيرة والمغيرة مات قبل عائشة ومجرد المعاصرة كاف عند مسلم وقد حكم الحاكم بصحته وتبعه ابن الصلاح في علومه انتهى ما في اللآلئ .
ورواه أبو نعيم في الحلية بلفظ : إن عائشة كانت في سفر فأمرت لناس من قريش بغداء فمر رجل غني ذو هيئة فقالت ادعوه فنزل فأكل ومضى وجاء سائل فأمرت له بكسرة فقالت إن هذا الغني لم يجمل بنا إلا ما صنعناه به وإن هذا السائل سأل فأمرت [ صفحة 224 ] له بما يترضاه وإن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أمرنا - الحديث ولفظ أبي داود أنزلوا الناس منازلهم وقد صححه الحاكم وغيره .
قال في المقاصد وتعقب بالانقطاع وبالاختلاف في رفعه ووقفه كما بسطت ذلك في أول ترجمة شيخنا مع الإلمام بمعناه .
وورد عن غير عائشة أيضا كمعاذ فروى حديثه مرفوعا الى الخرائطي في المكارم بلفظ أنزل الناس منازلهم من الخير والشر وأحسن أدبهم على الأخلاق الصالحة كجابر فروى حديثه مرفوعا في جزء الغسولي بلفظ جالسوا الناس على قدر أحسابهم وخالطوا الناس على قدر أديانهم وأنزلوا الناس على قدر منازلهم وداروا الناس بعقولكم وكعلي فروى حديثه موقوفا في تذكرة الغافلي بلفظ من أنزل الناس منازلهم رفع المؤونة عن نفسه ومن رفع أخاه فوق قدره اجتز عداوته وبالجملة فحديث عائشة حسن وقال في التميز وذكره الحاكم أبو عبد الله في كتابه معرفة علوم الحديث وقال حديث صحيح