ومن ذلك كما في القاري أن يكون الحديث مما تقوم الشواهد الصحيحة على بطلانه كحديث عوج بن عنق الطويل الذي قصد واضعه الطعن في أخبار الأنبياء فإن في هذا الحديث أن طوله ثلاثة آلاف ذراع وثلاثمائة وثالثة وثلاثون وأن نوحا لما خوفه الغرق قال : احماني في قصعتك هذه وأن الطوفان لم يصل إلى كعبه وأنه خاض البحر فوصل إلى حجرته وأنه كان يأخذ الحوت من قرار البحر فيشويه في عين الشمس وأنه قلع صخرة عظيمة على قدر عسكر موسى وأراد أن يرصعهم بها فقورها الله تعالى في عنقه مثل الطوق . قال وليس العجب من جرأة مثل هذا الكذاب على الله تعالى إنما العجب ممن يدخل هذا الحديث في كتب العلم من التفسير وغيره ولا يبين أمره .
وللسيوطي C تعالى تأليف سماه : الأوج في خبر عوج ( وهو من الرسائل المدرجة في " الحاوي للفتاوي للحافظ السيوطي " ) حقق فيه أن لعوج أصلا لكنه ليس بالصفة المذكورة