1869 - القرآن كلام الله غير مخلوق فمن قال بغير هذا فقد كفر .
قال في المقاصد رواه الديلمي عن الربيع بن سليمان . قال ناظر الشافعي حفصا الفرد أحد غلمان بشر المريسي فقال في بعض كلامه القرآن مخلوق فقال له الشافعي كفرت بالله العظيم . وقال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس رفعه قال القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فاقتلوه فإنه كافر .
قال الشافعي بسنده إلى رافع ابن خديج وحذيفة بن اليمان وعمران بن حصين قالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم قرا آية ثم قال القرآن كلام غير مخلوق فمن قال غير هذا فقد كفر انتهى .
وقال في المقاصد والمناظرة دون الحديث صحيحه وتكفير الشافعي لحفص ثابت كما ذكره البيهقي في مناقب الشافعي ومعرفة السنن وغيرهما . ولكن الحديث من الوجهين بل من جميع طرقه باطل والسندان مختلقان على الشافعي . قال البيهقي في الأسماء والصفات ونقل إلينا عن أبي الدرداء مرفوعا : القرآن كلام الله غير مخلوق .
وروى ذلك أيضا عن معاذ وابن مسعود وجابر ولا يصح شيء من ذلك ولا ينبغي أن يستشهد به [ بل يستشهد بالأدلة كالتي سيذكر أنه سردها ] وسرد من الأدلة المرفوعة لمعنى كون القرآن كلام الله غير مخلوق ما فيه كفاية وساق عن الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين ما فيه مقنع وعلى هذا مضى صدر الأئمة لن يختلفوا في ذلك ثم نقل عن جعفر الصادق في من قال أنه مخلوق : إنه يقتل ولا يستتاب . وعن علي بن المديني والإمام مالك إنه كافر زاد مالك فاقتلوه . وعن ابن مهدي وغيره يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه .
وقال البخاري في خلق أفعال العباد : وتواترت الأخبار عن رسول الله أن القرآن كلام الله وأن أمر الله قبل مخلوقاته . قال ولم يذكر عن أحد من المهاجرين والأنصار والتابعين خلاف ذلك وهم الذين أدوا إلينا الكتاب والسنة قرنا بعد قرن ولم يكن بين أحد من أهل العلم فيه خلاف إلى زمن مالك والثوري وحماد وفقهاء الأمصار ومضى على ذلك من أدركنا من علماء الحرمين والعراقين والشام ومصر وغيرها .
وأطال أبو الشيخ وغيره بذكر الآثار في ذلك . ولكن الاختلاف في تكفير المتأولين المخطئين من أهل الأهواء شهير .
وروي عن يحيى بن أبي طالب أنه قال من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر ومن زعم أن الإيمان مخلوق فهو مبتدع والقرآن بكل جهة غير مخلوق . وعن عمرو بن دينار قال أدركت الناس منذ سبعين سنة يقولون كل شيء دون الله مخلوق ما خلى كلام الله فإنه منه وإليه يعود . انتهى ما في المقاصد .
وقد حكم بوضع هذا الحديث ابن الجوزي وتبعه الصغاني . وقال النجم يروى عن أنس وأبي الدرداء ومعاذ وابن مسعود وجابر بأسانيد مظلمة لا يحتج بشيء منها كما قال البيهقي في الأسماء والصفات والأدلة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق كثيرة . وعليه أطبق أهل السنة من السلف والخلف وكفر من قال بخلافه جماعة : منهم جعفر بن محمد الصادق ومالك وعلي بن المدني والشافعي ومحنة الإمام أحمد فيه مشهورة وهي في مناقبه مذكورة انتهى