1342 - ذهب الناس وما بقي إلا النسناس .
قال في المقاصد لا أصل له في المرفوع ولكن عند أبي داود ومن جهته الخطابي في العزلة عن أبي هريرة Bه من قوله ذهب الناس وبقي النسناس فقيل له : وما النسناس ؟ قال : قوم يتشبهون بالناس وليسوا بناس .
ورواه أبو نعيم عن ابن عباس من قوله بلفظ ذهب الناس وبقي النسناس فقيل وما النسناس قال الذين يتشبهون بالناس وليسوا بالناس أي بالناس الكاملين .
وفي المجالسة للدينوري عن الحسن البصري مثله بدون تفسير وزاد لو تكاشفتم ما تدافنتم .
وهو في غريب الهروي وفائق الزمخشري ونهاية ابن الأثير بدون زيادة ولا تفسير .
وقال ابن الأثير قيل هم يأجوج ومأجوج وقيل خلق على صورة الناس أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء وليسوا من بني آدم .
وقيل هم من بني آدم ومنه الحديث أن حيا من عاد عصوا رسولهم فمسخهم الله نسناسا لكل رجل منهم يد ورجل من شق واحد ينقزون كما ينقز ( 1 ) الطير ويرعون كما ترعى البهائم ونونها الأولى مكسورة [ نسناس ] وقد تفتح [ نسناس ] انتهى كلام ابن الأثير .
ولأحمد في الزهد عن مطرف بن عبد الله قال عقول الناس على قدر منازلهم وقال هم الناس والنسناس وأناس غمسوا في دماء الناس قال الكريمي سمعت أبا نعيم يقول كثيرا : يعجبني ما نقلته عائشة عن لبيد من قوله : .
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب .
لكن أبا نعيم يقول : .
ذهب الناس واشتغلوا وصاروا ... خلفا في أراذل النسناس .
في أناس يعدهم من بعيد ... فإذا فتشوا فليسوا بناس .
كلما جئت أبتغي النيل منهم ... بدروني قبل السؤال بياس .
وبكوني حتى تمنيت أني ... منهم قد فلت رأسا برأس .
وما أحسن ما قيل : .
مات الذين يعاش في أكنافهم ... وبقي الذين حياتهم لا تنفع .
وكذا ما قيل : .
مات الذين يعيش مثلي بينهم ويموت كربه .
وبقي الذي يقذي العيون حلاه والأسماع كذبه .
_________ .
( 1 ) ينقز : أي يقفز ويثب . النهاية