1185 - الحي أفضل من الميت .
قال النجم ليس بحديث ولا يصح معناه على الإطلاق بل إن أريد به الحي إذا تساوى مع الميت في فضله كالإسلام والعلم كان الحي أفضل من الميت بما يكسبه بعده من الأعمال فإن معناه صحيح وهو الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلّم في حديث أحمد بإسناد حسن عن أبي هريرة كان رجلان من بلى ( 1 ) أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم فاستشهد أحدهما وتأخر الآخر سنة قال طلحة بن عبيد فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي أو ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سنة وأخرجه ابن ماجه وابن حبان من حديث طلحة بنحوه لكنه أطول منه وزاد في آخره وكان بينهما أبعد مما بين السماء والأرض .
وعند أحمد عن عبد الله بن شداد وأبي يعلى عنه عن طلحة ورواتهما رواة الصحيح أن نفرا من بني عذرة ثلاثة أتوا النبي صلى الله عليه وسلّم فأسلموا فقال النبي صلى الله عليه وسلّم من يكفيهم قال طلحة أنا قال فكانوا عند طلحة فبعث النبي صلى الله عليه وسلّم بعثا فخرج فيه أحدهم فاستشهد ثم بعث بعثا فخرج فيه آخر فاستشهد ثم مات الثالث على فراشه قال طلحة فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة فرأيت الميت على فراشه أمامهم ورأيت الذي استشهد أخيرا يليه ورأيت أولهم آخرهم قال فدخلني من ذلك فأتيت النبي صلى الله عليه وسلّم فذكرت ذلك له فقال وما أنكرت من ذلك ؟ ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام لتسبيحه وتكبيره وتهليله وعند مالك وأحمد بإسناد حسن والنسائي عن سعد بن أبي وقاص قال كان رجلان أخوان هلك أحدهما قبل صاحبه بأربعين ليلة فذكرت فضيلة الأول منهما عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ألم يك الآخر مسلما ؟ قالوا بلى وكان لا بأس به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم وما يدريكم ما بلغت به صلاته إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب يمر بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فما ترون ذلك يبقي من درنه ؟ فإنكم لا تدرون ما بلغت به صلاته .
_________ .
( 1 ) بلى كرضى قبيلة من قضاعة وتفصيل الكلام عنها في " القصد والأمم في التعريف بأنساب العرب والعجم "