3 - آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر .
رواه ابن مردويه في تفسيره عن ابن عباس والخطيب ( 1 ) لكن بلفظ من الشهر وقال السيوطي في الجامع الكبير رواه وكيع في الغرر وابن مردويه في تفسيره عن ابن عباس وفيه مسلمة بن الصلت متروك وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ورواه الطيوري من وجه آخر عن ابن عباس موقوفا انتهى .
وقال ابن رجب لا يصح ورواه الطبراني بسند ضعفه بلفظ : يوم الأربعاء يوم نحس مستمر وهو محمول على الحديث المقيد بآخر أربعاء جمعا بينهما وفي السيرة الحلبية ما حاصله تحمل الأحاديث الواردة بمدح يوم الأربعاء على غير آخر أربعاء في الشهر كالحديث الضعيف خلق الله يوم الأربعاء الأنهار والأشجار وأما الأحاديث الواردة بذمه فهي محمولة على آخر أربعاء في الشهر كالحديث المرفوع يوم الأربعاء نحس مستمر وفيه ولد فرعون وفيه ادعى الإلهية وفيه أهلكه الله تعالى كالحديث الآخر يوم الأربعاء لا أخذ ولا عطاء والحديث الذي روي بسند ضعيف : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم باجتناب الحجامة يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي أصيب فيه أيوب عليه السلام بالبلاء وما يبدو جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء وليلة الأربعاء [ صفحة 11 ] وكذا ما جاء في حديث من النهي عن قص الأظفار في يوم الأربعاء وأنه يورث البرص وما ذكر عن ابن الحاج المالكي أنه قص أظفاره يوم الأربعاء فلحقه برص فرأى النبي صلى الله عليه وسلّم في نومه فشكا له فقال ألم تسمع نهي عن ذلك فقال يا رسول الله لم يصح عندي الحديث عنك فقال يكفيك أن تسمع ثم مسح بيده الشريفة على بدنه فزال البرص جميعا فليتأمل هذا الجمع انتهى .
وذكر المناوي قصة ابن الحاج وزاد أنه قال فجددت مع الله تعالى توبة أن لا أخالف ما سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أبدا . تكميل : أخرج أبو يعلى عن ابن عباس وكذا ابن عدي وتمام في فوائده عن أبي سعيد مرفوعا : يوم السبت يوم مكر وخديعة ويوم الأحد يوم غرس وبناء ويوم الاثنين يوم سفر وطلب رزق ويوم الثلاثاء يوم حديد وبأس ويوم الأربعاء لا أخذ ولا عطاء ويوم الخميس يوم طلب الحوائج والدخول على السلطان ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح .
قال السخاوي سنده ضعيف وذكر برهان الإسلام عن صاحب الهداية أنه ما بدئ شيء يوم الأربعاء إلا وتم فلذلك كان المشايخ يتحرون ابتداء الجلوس فيه للتدريس لأن العلم نور فبدئ به يوم خلق النور انتهى .
ويمكن حمله على غير أربعاء آخر الشهر وذكر السيوطي في الأسفار عن قلم الأظفار أنه اشتهر على الألسنة أبيات لا يدرى قائلها ولا هي صحيحة في نفسها وهي : .
في قص الأظفار يوم السبت آكلة ... تبدو وفيما يليه يذهب البركة .
وعالم فاضل يبدو بتلوهما ... وإن يكن في الثلاثا فاحذر الهلكة .
ويورث السوء في الأخلاق رابعها ... وفي الخميس الغنى يأتي لمن سلكه .
والعلم والرزق زيدا في عروبتها ... عن النبي روينا فاقتفوا نسكه .
وقال المناوي نقلا عن السهيلي : نحوسته على من تشاءم وتطير بأن كانت عادته التطير وترك الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلّم في تركه وهذه صفة من قل توكله فذلك الذي تضر نحوسته في تصرفه فيه ثم قال المناوي والحاصل أن توقي يوم الأربعاء على وجه الطيرة وظن اعتقاد المنجمين حرام شديد التحريم [ صفحة 12 ] إذ الأيام كلها لله تعالى لا تضر ولا تنفع بذاتها وبدون ذلك لا ضير ولا محذور ومن تطير حاقت به نحوسته ومن أيقن بأنه لا يضر ولا ينفع إلا الله لم يؤثر فيه شيء من ذلك قال تعلم أنه لا طير إلا على متطير وهو الثبور .
وفي حديث رواه ابن ماجه عن ابن عمر مرفوعا وخرجه الحاكم من طريقين : لا يبدو جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء وكره بعضهم العيادة يوم الأربعاء وعليه قيل : .
لم يؤت في الأربعاء مريض ... إلا دفناه في الخميس .
ثم قال المناوي وقفت على أبيات بخط الحافظ الدمياطي وقال أنها تعزى إلى علي ابن أبي طالب Bه وهي : .
لنعم اليوم يوم السبت حقا ... لصيد إن أردت بلا امتراء .
وفي الأحد البناء لأن فيه ... تبدى الله في خلق السماء .
وفي الاثنين إن سافرت فيه ... سترجع بالنجاح وبالثراء .
وإن ترد الحجامة فالثلاثا ... ففي ساعاته هر ق الدماء .
وإن شرب امرؤ يوما دواء ... فنعم اليوم يوم الأربعاء .
وفي يوم الخميس قضاء حاج ... فإن الله يأذن بالقضاء .
وفي الجمعات تزويج وعرس ... ولذات الرجال مع النساء .
وهذا العلم لا يدريه إلا ... نبي أو وصي الأنبياء .
وسيأتي زيادة على ذلك في آخر الكتاب في حديث يوم الأربعاء يوم نحس مستمر .
_________ .
( 1 ) " والخطيب " مستدركة من المصرية