- الحديث التاسع : قال عليه السلام في محرم توفى : لا تخمروا رأسه ولا وجهه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا .
قلت : أخرجه مسلم والنسائي ( 1 ) وابن ماجه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رجلا أوقصته راحلته وهو محرم فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه طيبا ولا تخمروا رأسه ولا وجهه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا انتهى . ورواه الباقون لم يذكروا فيه : الوجه قال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في كتاب " علوم الحديث " : وذكر الوجه في هذا الحديث تصحيف من الرواة لإجماع الثقات الأثبات من أصحاب عمرو بن دينار على روايته : ولا تغطوا رأسه وهو المحفوظ انتهى . والمرجع في ذلك إلى مسلم لا إلى الحاكم فإن الحاكم كثير الأوهام وأيضا فالتصحيف إنما يكون في الحروف المتشابهة وأي مشابهة بين الوجه والرأس في الحروف ؟ هذا على تقدير أن لا يذكر في الحديث غير الوجه فكيف وقد جمع بينهما - أعني الرأس والوجه - والروايتان عند مسلم ففي لفظ : اقتصر على الوجه فقال : ولا تخمروا وجهه وفي لفظ : جمع بين الوجه والرأس فقال : ولا تخمروا رأسه ولا وجهه وفي لفط : اقتصر على الرأس وفي لفظ : قال : فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يغسلوه بماء وسدر وأن يكشفوا وجهه حسبته قال : ورأسه فإنه يبعث وهو يهل انتهى . ومثل هذا بعيد من التصحيف .
_________ .
( 1 ) عند مسلم في " باب ما يفعل بالمحرم إذا مات " ص 384 ، والنسائي في " باب تخمير المحرم وجهه ورأسه " ص 12 - ج 2