- حديث آخر : رواه الواقدي في - كتاب المغازي - حدثني الثوري عن الزبير بن عدي عن عطاء ( 34 ) أن النبي صلى الله عليه وسلّم صلى على قتلى بدر انتهى . وحدثني عبد ربه بن عبد الله عن عطاء عن ابن عباس مثله انتهى . وفيه أيضا في - غزوة أحد - من غير سند قال جابر بن عبد الله : كان أبي أول قتيل قتل من المسلمين يوم أحد قتله سفيان بن عبد شمس فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم قبل الهزيمة انتهى .
- حديث آخر : روى الواقدي C في " كتاب فتوح الشام " حدثني رويم بن عامر عن سعيد بن عاصم عن عبد الرحمن بن بشار عن الواقصي عن سيف مولى ربيعة بن قيس اليشكري قال : كنت في الجيش الذي وجهه أبو بكر الصديق Bه مع عمرو بن العاص إلى - أيلة وأرض فلسطين - فذكر القصة بطولها إلى أن قال : فلما نصر الله المسلمين وانكشف القتال لم يكن هم المسلمين إلا افتقاد بعضهم بعضا ففقدوا من المسلمين مائة وثلاثين نفرا : منهم سيف بن عباد الحضرمي . ونوفل بن دارم ( 35 ) . وسالم بن دويم . وسعيد بن خالد وهو ابن أخي عمرو الناس بجمع الغنائم وأن يخرجوا إخوانهم من بين الروم وبني الأصفر فالتقطوهم مائة وثلاثين رجلا ثم صلى عليهم عمرو بن العاص ومن معه من المسلمين ثم أمر بدفنهم وكان مع عمرو بن العاص من المسلمين تسعة آلاف رجل وأرسل عمرو إلى أبي بكر Bهما كتابا فيه : الحمد لله والصلاة على نبيه إني وصلت إلى أرض فلسطين ولقينا عسكر الروم مع بطريق يقال له : روماس ( 36 ) في مائة ألف رجل فمن الله علينا بالنصر وقتلنا منهم أحد عشر ألفا وقتل من المسلمين مائة وثلاثون رجلا أكرمهم الله بالشهاة ( 37 ) انتهى .
- أحاديث الخصوم : حديث جابر أنه عليه السلام لم يصل على قتلى أحد رواه البخاري Bه .
- وحديث آخر : أخرجه أبو داود ( 38 ) من طريق ابن وهب أخبرني أسامة بن زيد الليثي أن ابن شهاب أخبره أن أنس بن مالك Bه حدثه أن شهداء أحد لم يغسلوا ودفنوا بدمائهم ولم يصل عليهم انتهى .
قوله : وقد صح أن حنظلة لما استشهد جنبا غسلته الملائكة قلت : روى من حديث ابن الزبير ومن حديث ابن عباس ومن حديث محمود بن لبيد .
فحديث ابن الزبير Bهما : أخرجه ابن حبان في " صحيحه " في النوع الثامن من القسم الثالث . والحاكم في " المستدرك " ( 39 ) في " كتاب الفضائل " من طريق ابن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول وقد قتل حنظلة بن أبي عامر الثقفي : " إن صاحبكم حنظلة تغسله الملائكة فاسألوا صاحبته فقالت : خرج وهو جنب لما سمع الهائعة ( 40 ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " لذلك غسلته الملائكة " انتهى . قال الحاكم : صحيح على شرط مسلم انتهى . وليس عنده ( 41 ) : فاسألوا صاحبته إلى آخره قال السهيلي في " الروض الأنف " : وصاحبته هي زوجته جميلة بنت أبي ابن سلول أخت عبد الله بن أبي وكانت قد ابتنى بها تلك الليلة فرأت في منامها كأن بابا من السماء فتح فدخل وأغلق دونه فعرفت أنه مقتول من الغد فلما أصبحت دعت برجال من قومها وأشهدتهم أنه دخل بها خشية أن يقع في ذلك نزاع ذكره الواقدي وذكر غيره أنه وجد بين القتلى يقطر رأسه ماء تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم وبهذا الخبر تعلق من يقول : إن الشهيد يغسل إذا كان جنبا انتهى . وهذا الذي نقله عن الواقدي صحيح نقله ابن سعد عنه في " الطبقات - في ترجمة حنظلة " ( 42 ) وزاد : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف الفضة " قال أبو أسيد الساعدي : فذهبنا إليه فوجدناه يقطر رأسه ماء فرجعت فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأرسل إلى زوجته فذكرت أنه خرج وهو جنب انتهى . ولفظ الواقدي في " كتاب المغازي " قال : وكان حنظلة بن أبي عامر تزوج جميلة بنت ( 43 ) عبد الله بن أبي ابن سلول ودخل عليها ليلة قتال أحد بعد أن استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأصبح جنبا وأخذ سلاحه ولحق بالمسلمين وأرسلت إلى أربعة من قومها فأشهدتهم أنه قد دخل بها فسألوها فقالت : رأيت في ليلتي كأن السماء فتحت ثم أدخل وأغلقت دونه فعرفت أنه مقتول من الغد وتزوجها بعده ثابت بن قيس فولدت له محمد بن ثابت بن قيس فلما انكشف المشركون اعترض حنظلة لأبي سفيان يريد قتله فحمل عليه الأسود بن شعوب بالرمح فقتله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة ابن أبي عامر بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف الفضة " قال أبو أسيد الساعدي : فذهبنا فنظرنا إليه فإذا رأسه يقطر ماء قال أبو أسيد : فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأخبرته فأرسل إلى امرأته فسألها فأخبرته أنه خرج وهو جنب انتهى .
وأما حديث ابن عباس : فرواه الطبراني في " معجمة " من حديث شريك ( 44 ) عن الحجاج ( 45 ) عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال : أصيب حمزة بن عبد المطلب وحنظلة ابن الواهب وهما جنبان فقال النبي عليه السلام : " إني رأيت الملائكة تغسلهما " انتهى . ورواه البيهقي في " سننه ( 46 ) " من حديث أبو شيبة عن الحكم به نحوه والسندان ضعيفان وخبر حمزة ذكره الواقدي C في " المغازي " قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : رأيت الملائكة تغسل حمزة لأنه كان جنبا ذلك اليوم ولم يغسل الشهداء وقال : لفوهم بدمائهم وجراحهم فإنه ليس أحد يجرح في الله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما لونه لون الدم وريحه ريح المسك انتهى .
وأما حديث محمود بن لبيد : فرواه ابن إسحاق في " المغازي ( 47 ) " حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " إن صاحبكم " يعني حنظلة ابن أبي عامر " لتغسله الملائكة فاسألوا أهله ما شأنه ؟ " فقالت : إنه خرج وهو جنب حين سمع الهائعة انتهى . ومن طريق ابن إسحاق رواه أبو نعيم في " الحلية - في ترجمة أصحاب الصفة " وذكره ابن هشام في " السيرة - في غزوة أحد " من قول ابن إسحاق لم يسنده إلى محمود بن لبيد إلا أنه قال حين سمع الهائعة قال : ويقال : الهائعة والهيعة : وهي الصوت الشديد عند الفزع قال : ومنه الحديث : " خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه إذا سمع هيعة طار إليها " انتهى . وأحمد مع أبي حنيفة Bهما في الجنب يغسل ومالك . والشافعي Bهما مع الصاحبين رحمهم الله .
وأما المرسل : فرواه الإمام قاسم بن ثابت السرقسطي في " آخر كتابه - غريب الحديث " حدثنا عبد الله بن علي حدثنا محمد بن يحيى حدثنا إبراهيم بن يحيى حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق عن محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير قال : خرج حنظلة بن أبي عامر Bه مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقد واقع امرأته فخرج وهو جنب لم يغتسل فلما التقى الناس لقي حنظلة أبو سفيان ابن حرب فحمل عليه فسقط أبو سفيان عن فرسه فوثب عليه حنظلة وقعد على صدره يذبحه فمر به جعونة بن شعوب الكناني فاستغاث به أبو سفيان فحمل على حنظلة فقتله وهو يرتجز ويقول : - .
لأحمين صاحبي ونفسي ... بطعنة مثل شعاع الشمس . انتهى .
وقوله : وشهداء أحد ماتوا عطاشا والكأس تدار عليهم خوفا من نقصان الشهادة قلت : روى البيهقي في " شعب الإيمان " في الباب الثاني والعشرين منه أخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا عثمان حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا عمر بن سعيد بن أبي حسنين ( 48 ) حدثني ابن سابط . وغيره عن أبي جهم بن حذيفة العدوي قال : انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمي ومعي شنة من ماء فقلت : إن كان به رمق سقيته من الماء ومسحت به وجهه فإذا به ينشع ( 49 ) فقلت : أسقيك ؟ فأشار : أن نعم فإذا رجل يقول : آه فأشار ابن عمي : أن انطلق به إليه فإذا هو هشام بن العاص أخو عمرو بن العاص فأتيته فقلت : أسقيك ؟ فسمع آخر يقول آه فأشار هشام : أن انطلق به إليه فجئت فإذا هو قد مات فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات فرجعت إلى ابن عمي فإذا هو قد مات انتهى . وحدثنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الحسن العمري ( 50 ) حدثنا محمد بن العباس حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد ابن عبد الله الأنصاري حدثني أبو يونس القشيري حدثني حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام . وعكرمة بن أبي جهل . وعياش بن أبي ربيعة أثبتوا يوم اليرموك فدعا الحارث بماء يشربه فنظر إليه عكرمة فقال : ارفعوه إلى عكرمة فرفعوه إليه فنظر إليه عياش فقال عكرمة : ارفعوه إلى عياش فما وصل إلى عياش ولا إلى أحد منهم حتى ماتوا وما ذاقوا انتهى . وهذا رواه الطبراني في " معجمه " حدثنا موسى بن زكريا التستري حدثنا شباب العصفري حدثنا أبو وهب السهمي عن أبي يونس القشيري به سندا ومتنا .
قوله : روى أن عليا Bه . لم يصل على البغاة قلت : غريب وذكر ابن سعد في " الطبقات " ( 51 ) قصة أهل النهروان وليس فيها ذكر الصلاة ولفظه : قال لما كان بين علي ومعاوية Bهما ما وقع - بصفين - في صفر سنة سبع وثلاثين ورجع علي Bه إلى الكوفة : خرجت عليه الخوارج من أصحابه وعسكروا بحروراء فلذلك سموا الحرورية فأرسل إليهم عبد الله بن عباس فخاصمهم وحاجهم فرجع منهم كثير وثبت آخرون على رأيهم ثم ساروا إلى النهروان فعرضوا للسبيل وقتلوا عبد الله بن خباب بن الأرت فسار إليهم علي Bه فقتلهم بالنهروان وقتل منهم ذا الثدية وذلك سنة ثمان وثلاثين ثم رجع علي إلى الكوفة فلم يزالوا يخافون عليه من الخوارج حتى قتل Bه انتهى .
_________ .
( 1 ) البخاري في " باب الصلاة على الشهيد " ص 179 ، والنسائي في " باب ترك الصلاة عليهم " ص 277 ، وأبو داود في " باب الشهيد يغسل " ص 91 - ج 2 واللفظ له والترمذي في " باب ترك الصلاة على الشهيد " ص 123 ، وابن ماجه في " باب الصلاة على الشهيد " ص 110 .
( 2 ) أبو داود في " باب الشهيد يغسل " ص 91 - ج 2 ، وكذا الحديث الذي بعده .
( 3 ) النسائي في " باب مواراة الشهيد في دمه " ص 282 ، وأحمد : ص 431 - ج 5 والشافعي في كتاب " الأم " ص 237 والبيهقي ص 11 - ج 4 وابن إسحاق في " السيرة " ص 142 - ج 2 .
( 4 ) البخاري في " الجنائز - في باب الصلاة على الشهيد " ص 189 ، ومسلم في " الفضائل - في باب إثبات الحوض لنبينا صلى الله عليه وسلّم " ص 250 - ج 2 .
( 5 ) البخاري في " باب غزوة أحد " ص 578 - ج 2 .
( 6 ) البخاري في " باب الصلاة على القبر بعد ما يدفن " ص 178 ، ومسلم : ص 309 - ج 1 .
( 7 ) الحاكم في " المستدرك " ص 199 - ج 3 ، وليس فيه ذكر الصلاة ولا تعقب الذهبي بل صححه فليراجع قلت : ثم وجدت الحوالة في " الجهاد " ص 119 - ج 2 ، فيه ذكر الصلاة وكلام الذهبي على أبي حماد أيضا والعجب من الذهبي يتكلم على أبي حماد ههنا وسكت عنه في : ص 197 - ج 3 ، وصحح حديثه في : ص 199 - ج 3 ، وقال الحافظ في " اللسان " : قال ابن عدي : ما أرى بحديثه بأسا وكان أحمد بن محمد بن شعيب يثني عليه ثناءا تاما وقال الأهوازي : كان عطاء بن مسلم يوثقه وقال أبو حاتم : ليس بقوي يكتب حديثه وقال البغوي : كوفي صالح الحديث وابن عقيل هو : عبد الله بن محمد بن عقيل .
( 8 ) وابن سعد في " طبقاته " ص 9 - ج 3 ، وأحمد في " مسنده " ص 463 سمع ابن سلمة عن عطاء قبل الاختلاط صرح به العراقي في " التقييد " ص 392 .
( 9 ) لم يصرح في " المسند " بأنه ابن سلمة ولكن في " الطبقات حماد بن سلمة " .
( 10 ) ورواه ابن سعد من طريق عمرو بن عاصم الكلابي قال : نا همام عن عطاء بن السائب عن الشعبي أن رسول الله A فذكر الحديث .
( 11 ) أبو داود في " باب الشهيد يغسل " ص 91 - ج 2 ، والدارقطني في " السير " ص 474 ، والحاكم في " المستدرك " ص 365 - ج 1 .
( 12 ) الليثي صدوق بهم " تقريب " .
( 13 ) قلت : تابعه روح بن عبادة عند الحاكم .
( 14 ) الدارقطني في " السير " ص 474 .
( 15 ) " المستدرك - في معرفة الصحابة " ص 198 - ج 3 ، والبيهقي في " السنن " ص 12 - ج 4 ، وابن سعد في " الطبقات " ص 8 - ج 3 ، الجزء الأول والطحاوي : ص 290 ، وابن ماجه في " باب الصلاة على الشهداء أو دفنهم " ص 110 ، واللفظ للدارقطني : ص 474 عن محمد ابن كعب عن ابن عباس .
( 16 ) الدمشقي .
( 17 ) بخلاف الدمشقي فإنه يقال فيه : يزيد بن زياد أيضا .
( 18 ) أي ابن الجوزي .
( 19 ) ص 474 .
( 20 ) ابن هشام ص 142 - ج 2 ، على هامش " الروض الأنف " - للسهيلي .
( 21 ) قلت : ورواه الدارقطني في " السير " ص 474 ، عن إسماعيل بن عياش عن عبد الملك بن أبي عتبة أو غيره عن الحكم بن عتيبة به قال الدارقطني : إسماعيل مضطرب الحديث عن غير الشاميين .
( 22 ) في نسخة - الدار - " لولا أن يخرج النساء فيكون سنة بعدي " " من المصحح البجنوري " .
( 23 ) في " الدارقطني " بسبعين والله أعلم .
( يتبع ... )