- الحديث السادس والثمانون : قال عليه السلام : .
- " فادرءوا ما استطعتم " قلت : تقدم لأبي داود ( 1 ) عن مجالد عن أبي الوداك عن الخدري مرفوعا : " لا يقطع الصلاة شيء وادرءوا ما استطعتم " وفي حديث ابن عمر وفي حديث جابر نحو ذلك وقد تقدم في حديث : " لا يقطع الصلاة شيء " وأخرج البخاري ( 2 ) ومسلم عن الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه وليدرأه ما استطاع فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان " انتهى . وأخرج مسلم عن ابن عمر مرفوعا نحوه سواء وقال ابن حبان في " صحيحه " بعد أن رواه : ومعناه أن معه شيطان يأمره بذلك لا أن الرجل شيطان يدل عليه ما أخبرنا أبو بكر بن خزيمة ثم أسند عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " لا تصلوا إلا إلى سترة ولا يدع المصلي أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله فإن معه القرين " انتهى . وهذا رواه مسلم في " صحيحه " بهذا اللفظ ورواه البزار في " مسنده ( 3 ) " وزاد : " يعني الشيطان " انتهى . وقد يقال : إنه على ظاهره فإن الشيطان اسم لكل متمرد قال في الصحاح : وكل عات متمرد من الإنس . والجن . والدواب فهو شيطان انتهى . وقال القاضي عياض في " الشفاء " : وقد استمر كلام العرب في وصفهم كل قبيح من شخص أو غيره بالشيطان قال تعالى : { كأنه رؤوس الشياطين } وقال عليه السلام : " فليقاتله فإنما هو شيطان " وكلام الصحاح أخص من هذه لأنه خصه بالحيوان والله أعلم .
_________ .
( 1 ) في " باب من قال : لا يقطع الصلاة شيء ص 111 ، وتقدم في : ص 259 ، حديث الخدري . وابن عمر . وجابر في " الحديث الثاني والسبعون " .
( 2 ) في " باب يرد المصلي من مر بين يديه " ص 73 ، ومسلم في " باب سترة المصلي " ص 96 ، واللفظ له والطحاوي : ص 257 - ج 1 .
( 3 ) قلت : والطحاوي : ص 267 ، ولفظه : " فإن معه القرين "