- الحديث الرابع والستون : قال عليه السلام : .
- " من أم قوما فليصل بهم صلاة أضعفهم ( 1 ) فإن فيهم المريض . والكبير . وذا الحاجة " قلت : رواه البخاري ( 2 ) ومسلم من حديث الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن فيهم الضعيف . والسقيم . والكبير وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء " انتهى . وفي لفظ لمسلم : " والمريض " وفي لفظ لمسلم : " الصغير . والكبير . والضعيف . والمريض . وذا الحاجة ( 3 ) " .
- حديث آخر : أخرجه البخاري . ومسلم ( 4 ) أيضا عن أبي مسعود الأنصاري قال : جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلّم فقال : يا رسول الله إني لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان قال : فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلّم في موعظة أشد غضبا من يومئذ فقال : " أيها الناس إن منكم منفرين من صلى بالناس فليخفف فإن فيهم : الكبير . والضعيف . وذا الحاجة " انتهى . زاد في لفظ للبخاري : " والمريض " .
- حديث آخر : أخرجه البخاري ( 5 ) ومسلم عن أنس قال : ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم من رسول الله صلى الله عليه وسلّم وفي لفظ مسلم : كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم أخف الناس في تمام انتهى . وروى مسلم عن عثمان بن أبي العاص قال : آخر ما عهد الي رسول الله صلى الله عليه وسلّم - إذا أممت قوما - فأخف بهم الصلاة انتهى .
وفي لفظ له : أم قومك فمن أم قوما فليخفف فإن فيهم الكبير وإن فيهم الضعيف وإن فيهم المريض وإن فيهم ذا الحاجة وإذا صلى أحدكم وحده فليصل كيف شاء انتهى .
- حديث آخر : " حديث معاذ " أخرجه البخاري ( 6 ) ومسلم عن جابر قال : صلى معاذ لأصحابه العشاء فطول عليهم فانصرف رجل منا فصلى فأخبر معاذ عنه فقال : إنه منافق فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلّم فأخبره بما قال فقال له عليه السلام : " أتريد أن تكون فتانا يا معاذ ؟ إذا أممت بالناس فاقرأ " بالشمس وضحها . وسبح اسم ربك الأعلى . واقرأ باسم ربك . والليل إذا يغشى " انتهى . وفي لفظ لمسلم ( 7 ) : إن معاذا افتتح بسورة البقرة فانصرف الرجل الحديث وفي لفظ له : فافتتح بسورة البقرة فانحرف رجل فسلم ثم صلى وحده وانصرف الحديث هكذا روايات الصحيحين - إن هذه القصة كانت في صلاة العشاء - ووقع عند أبي داود ( 8 ) أنها كانت - المغرب - أخرجه عن حزم بن أبي بن كعب أنه أتى معاذ بن جبل وهو يصلي بقوم صلاة المغرب في هذا الخبر قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " يا معاذ لا تكن فتانا فإنه يصلي وراءك الكبير . والضعيف . وذو الحاجة . والمسافر " انتهى . ووقع في " مسند أحمد " أن السورة كانت { اقتربت الساعة } والمشهور في " الصحيحين - وغيرهما " أنها كانت " البقرة " قال النووي في " الخلاصة " : فيجمع بين الروايات بأنهما قصتان لشخصين فإن الرجل الذي جاء قيل فيه : حزم وقيل فيه : حازم وقيل : حزام وقيل : سليم ( 9 ) فلعل ذلك كان في واحدة لأن معاذا لا يفعله بعد النهي ويبعد أن ينساه ورد البيهقي رواية " المغرب " وقال : إن روايات " العشاء " أصح وهو كما قال لكن الجمع أولى ولعله قرأ " البقرة " في ركعة فانصرف رجل ثم قرأ { اقتربت } في الركعة الأخرى فانصرف آخر وأما رواية مسلم : أنه سلم ثم صلى وحده فأشار البيهقي ( 10 ) إلى أنها شاذة ضعيفة فقال : لا أدري هل حفظت هذه الزيادة أم لا ؟ لكثرة من رواه عن سفيان بدونها وانفرد بها عنه محمد بن عباد انتهى . وروى النسائي في " التفسير " حديث معاذ وسمى الرجل : حرام " أعني المنصرف " .
_________ .
( 1 ) قلت : فيه حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي عند أحمد : ص 217 - ج 4 ، وابن أبي شيبة : ص 45 ، والطيالسي : ص 126 ، وفي " مسلم " كما سيأتي في الصفحة الآتية .
( 2 ) في " باب إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء " ص 97 ، ومسلم في " باب الأمر بتخفيف الصلاة في تمام " ص 188 .
( 3 ) قوله : ذا الحاجة قلت : ليس هذا في سياق : فيه الصغير . والكبير بل في سياق آخر " .
( 4 ) البخاري في " العلم - في باب الغضب في الموعظة " ص 19 ، ولفظه : الكبير . والضعيف . وذا الحاجة في " الأحكام " ص 1060 ، وأخرجه مسلم في " باب الأمر بتخفيف الصلاة " ص 188 .
( 5 ) في " باب الايجاز في الصلاة وإكمالها " ص 98 ، ومسلم : ص 188 .
( 6 ) في " باب إذا طول الامام وكان للرجل حاجة " ص 97 ، ومسلم في " باب القراءة في العشاء " .
( 7 ) لم أجد هذا اللفظ والله أعلم .
( 8 ) في " باب تخفيف الصلاة " ص 122 ، وأحمد : ص 299 ج 3 ، والنسائي : ص 154 - ج 1 ، والطحاوي : ص 125 ، والترمذي ص 75 ، والطيالسي : ص 239 ، وعند ص 300 - ج 3 الفجر ) .
( 9 ) روى أحمد عن حديث معاذ بن رفاعة في : ص 74 - ج 5 ، والطحاوي : ص 238 ، قال : عن رجل من بني سلمة يقال له : سليم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم الحديث وفيه أنه اشتكى معاذا وليس فيه : أنه هو الذي انصرف وفي إسناده انقطاع قاله ابن حزم في " المحلى " ص 230 - ج 4 ، ورجاله ثقات .
( 10 ) قال البيهقي في " السنن " ص 85 - ج 3 : ولم يقل أحد في هذا الحديث : وسلم إلا محمد بن عباد اه