- الحديث السابع والعشرون : قال النبي صلى الله عليه وسلّم : .
- " أمرت أن أسجد على سبعة أعظم : وعد منها الجبهة " .
قلت : أخرجه الأئمة الستة في " كتبهم ( 1 ) " عن طاوس عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " أمرت أن أسجد على سبعة أعظم : على الجبهة . واليدين . والركبتين . وأطراف القدمين " انتهى . وفل لفظ لهم : أمر النبي صلى الله عليه وسلّم أن يسجد على سبعة أعضاء فذكرها قال في الكتاب : والمذكور فيما روى الوجه في المشهور قلت : روى أصحاب السنن الأربعة ( 2 ) من حديث العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : " إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب : وجهه . وكفاه . وركبتاه . وقدماه " انتهى . ورواه ابن حبان في " صحيحه " . والحاكم في " المستدرك ( 3 ) " وسكت عنه ورواه البزار في " مسنده " بلفظ : أمر العبد أن يسجد على سبعة آراب قال البزار : وقد روى هذا الحديث سعد . وابن عباس . وأبو هريرة . وغيرهم لا نعلم أحدا قال : آراب إلا العباس انتهى . قلت : قالها ابن عباس أيضا كما أخرجه أبو داود في " سننه " عنه مرفوعا : أمرت أن أسجد وربما قال : أمر نبيكم أن يسجد على سبعة آراب انتهى . وقالها سعد أيضا كما رواه أبو يعلى الموصلي في " مسنده ( 4 ) " والطحاوي في " شرح الآثار " من حديث عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " أمر العبد أن يسجد على سبعة آراب " أيضا فذكرها بلفظ السنن وزاد : أيها لم يضعه فقد انتقص انتهى . وأخطأ المنذري إذا عزا في " مختصره " هذا الحديث للبخاري . ومسلم إذ ليس فيهما لفظة : الآراب أصلا .
واعلم أن حديث العباس : " إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب " عزاه جماعة إلى مسلم : منهم أصحاب " الأطراف " . والحميدي في " الجمع بين الصحيحين " . والبيهقي في " سننه ( 5 ) " . وابن الجوزي في " جامع المسانيد - وفي التحقيق " ولم يذكره عبد الحق في " الجمع بين الصحيحين " ولم يذكر القاضي عياض لفظة " الآراب " في " مشارق الأنوار " الذي وضعه على ألفاظ البخاري . ومسلم . والموطأ فأنكره في " شرح مسلم " فقال : قال المازري : قوله عليه السلام : " سجد معه سبعة آراب " قال الهروي : " الآراب " الأعضاء واحدها : أرب قال القاضي عياض : وهذه اللفظة لم تفقع عند شيوخنا في مسلم ولا هي في النسخ التي رأينا والتي في " كتاب مسلم " سبعة أعظم انتهى . والذي يظهر - والله أعلم - أن أحدهم سبق بالوهم فتبعه الباقون وهو محل اشتباه فإن العباس يشتبه بابن عباس " وسبعة آراب " قريب من " سبعة أعظم " .
_________ .
( 1 ) البخاري في " باب السجود على سبعة أعظم " ص 112 ، ومسلم في " باب أعضاء السجود " ص 193 ، واللفظ له وأبو داود في " باب أعضاء السجود " ص 136 ، والنسائي في " باب السجود على اليدين " ص 166 ، والترمذي في " باب السجود على سبعة أعضاء " ص 37 ، وابن ماجه في " باب السجود " ص 63 .
( 2 ) الترمذي في " باب السجود على سبعة أعضاء " ص 37 ، وابن ماجه في " باب السجود ص 64 والنسائي في " باب السجود على القدمين " ص 165 ، وص 166 ، وأبو داود في " باب أعضاء السجود " ص 136 ، والطحاوي : ص 150 ، وحديث عباس صححه أبو حاتم ذكر ابنه في " العلل " ص 75 .
( 3 ) قلت : والذي في " المستدرك " ص 227 من أنه أخرج حديث ابن عمر في الباب ثم صححه على شرطهما ثم قال : إنما اتفقا على حديث محمد بن إبراهيم التيمي عن عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : " إذا سجد العبد سجد معه سبعة أعظم " الحديث اه : يستدل منه أنه لم يخرج حديث عباس في " المستدرك " لأنه يظن أن حديث عباس أخرجاه في " الصحيحين " والله أعلم .
( 4 ) من طريق عامر بن سعد عن أبيه وهو وهم وإنما رواه عامر عن العباس كذا في " الدراية " ص 80 ، وفيه موسى بن محمد بن حيان ضعفه أبو زرعة وضبطه الذهبي " بالجيم " " زوائد " ص 124 - ج 1 .
( 5 ) أخرج البيهقي حديث العباس ص 101 - ج 2 ، وقال في آخره : رواه مسلم في " الصحيح " عن قتيبة