- لا يستحب لمن أذن أن يقيم عندنا . وعند مالك وقال الشافعي . وأحمد : يستحب لنا : ما أخرجه أبو داود ( 3 ) عن أبي سهل محمد بن عمرو عن محمد بن عبد الله عن عمه عبد الله بن زيد أنه أري الأذان قال : فجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فأخبرته فقال : " ألقه على بلال " فألقيته عليه فأذن ثم أراد أن يقيم فقلت : يا رسول الله أنا رأيت فأريد أن أقيم قال : : " فأقم أنت " فاقام هو وأذن بلال انتهى . وأعلوه بأبي سهل ( 4 ) تكلم فيه ابن معين . وغيره قالوا : وعلى تقدير صحته فإنما أراد تطيب قلبه لأنه رأى المنام أم لبيان الجواز واستدلوا بحديث الصدائي : من أذن فهو يقيم رواه أبو داود . والترمذي ( 5 ) وابن ماجه من حديث عبد الرحمن بن زياد الأفريقي عن زياد بن نعيم الحضرمي عن زياد بن الحارث الصدائي قال الترمذي : إنما نعرفه من حديث الأفريقي وقد ضعفه سعيد القطان . وغيره وقال أحمد : لا أكتب حديث الأفريقي وحديث عبد الله بن زيد أخرجه الطحاوي في " شرح الآثار ( 6 ) " عن عبد السلام بن حرب عن أبي العميس عن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد عن أبيه عن جده أنه حين أري الأذان أمر النبي صلى الله عليه وسلّم بلالا فأذن ثم أمر عبد الله فأقام .
- حديث آخر أخرجه أبو حفص عمر بن شاهين في " كتاب الناسخ والمنسوخ " وأبو الشيخ الأصبهاني في " كتاب الأذان " والخطيب البغدادي عن سعيد بن أبي راشد المازني ثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان في مسير له فحضرت الصلاة فنزل القوم فطلبوا بلالا فلم يجدوه فقام رجل فأذن ثم جاء بلال فذكر له فأراد أن يقيم فقال عليه السلام : " مهلا يا بلال فإنما يقيم من أذن " قال ابن أبي حاتم في " العلل ( 7 ) " : قال أبي : هذا حديث منكر وسعيد هذا منكر الحديث ضعيف ( 8 ) . قال في " الإمام " : هكذا وقع في لفظ رواية أبي داود الطيالسي : حدثنا محمد بن عمرو الواقفي عن عبد الله بن محمد الأنصاري عن عمه عبد الله بن زيد ( 9 ) قال : وهو أصح من الأول انتهى .
_________ .
( 1 ) في " باب ما جاء في التثويب في الفجر " ص 27 ، وابن ماجه في " باب السنة في الأذان " ص 52 .
( 2 ) ص 424 .
( 3 ) في " باب الرجل يؤذن ويقيم آخر " ص 83 الإسناد إسناده وسياق المتن عند أحمد : ص 42 - ج 4 ، وأخرجه الدارقطني : ص 91 .
( 4 ) راجع " التهذيب " ص 328 - ج 9 ، فإنه ذكر محمد بن عمرو أبا سهل للتمييز والذي عد من رواة أبي داود هو محمد بن عمرو الأنصاري المدني وهو مقبول : قال في " التهذيب " : الحديث الذي أخرجه أبو داود في الأذان في " مسند أحمد " من الطرق المذكورة فوقع مكنى " أبا سهل " قلت : الحديث في " المسند " ص 42 - ج 4 ، وفيه : أبو سهل عن محمد بن عمرو .
( 5 ) في " باب الرجل يؤذن ويقيم آخر ص 83 ، والترمذي في " باب من أذن فهو يقيم " ص 28 ، وابن ماجه في " باب السنة في الأذان " ص 53 ، والطحاوي : ص 85 ، ويأتي الحديث في : ص 151 ، وابن أبي شيبة : ص 145 .
( 6 ) في " باب الرجلين : يؤذن أحدهما ويقيم الآخر " ص 85 ، والدارقطني : ص 90 .
( 7 ) ص 123 .
( 8 ) تمامه وقال مرة : متروك الحديث اه .
( 9 ) ذكر الإسناد ولم يذكر المتن وليس متن حديث عبد الله بن زيد كمتن حديث ابن عمر ليكتفى به فلعل ههنا خرما وعبارة المتن كما في " مسند الطيالسي " ص 148 هكذا : أنه رأى الأذان في المنام فأتى النبي صلى الله عليه وسلّم فذكر ذلك له قال : فأذن بلال وجاء عمي إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فقال : يا رسول الله إني أرى الرؤيا ويؤذن بلال قال : " فأقم أنت " فأقام عمي اه