- حديث آخر : روى أبو نعيم في " أوائل كتاب دلائل النبوة " وابن هشام في " السيرة " من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى يهود خيبر " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صاحب موسى وأخيه والمصدق لما جاء به موسى ألا إن الله D قال لكم : يا معشر اليهود وأهل التوراة - وإنكم تجدون ذلك في كتابكم - : أن محمدا رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم إلى آخر السورة وإني أنشدكم بالله الذي أيبس البحر لآبائكم حتى أنجاكم من فرعون وعمله إلا أخبرتمونا هل تجدون فيما أنزل عليكم أن تؤمنوا بمحمد فإن كنتم لا تجدون ذلك في كتابكم فلا كره عليكم قد تبين الرشد من الغي وإني أدعوكم إلى الله وإلى نبيه انتهى .
- حديث آخر : روى الواقدي في " آخر كتاب الردة " حدثني معاذ بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى العبدي بالبحرين ليال بقين من رجب سنة تسع منصرفه عليه السلام من تبوك وكتب إليه كتابا فيه : " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوى سلام على من اتبع الهدى أما بعد : فإني أدعوك إلى الإسلام فأسلم تسلم أسلم يجعل الله لك ما تحت يديك واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر " . وختم رسول الله صلى الله عليه وسلّم الكتاب . فخرج العلاء بن الحضرمي إلى المنذر ومعه نفر : فيهم أبو هريرة وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم استوص بهم خيرا وقال له : إن أجابك إلى ما دعوته إليه فأقم حتى يأتيك أمري وخذ الصدقة من أغنيائهم فردها في فقرائهم قال العلاء : فاكتب لي يا رسول الله كتابا يكون معي فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلّم فرائض الإبل والبقر والغنم والحرث والذهب والفضة على وجهها وقدم العلاء بن الحضرمي عليه فقرأ الكتاب فقال : أشهد أن ما دعا إليه حق وأنه لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله وأكرم منزله . ورجع العلاء فأخبر النبي صلى الله عليه وسلّم خبره فسر انتهى . ثم أسند الواقدي عن عكرمة قال : وجدت هذا الكتاب في كتب ابن عباس بعد موته فنسخته فإذا فيه : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى وكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم كتابا يدعوه فيه إلى الإسلام فكتب المنذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم أما بعد : يا رسول الله فإني قرأت كتابك على أهل البحرين ( 1 ) فمنهم من أحب الإسلام وأعجبه ودخل فيه ومنهم من كرهه وبأرضي مجوس ويهود فأحدث إلي في ذلك أمرا فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوى سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لاإله إلا هو وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد : فإني أذكر الله D فإنه من ينصح فإنما ينصح لنفسه وإنه من يطع رسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني ومن نصح لهم فقد نصح لي وإن رسلي قد أثنوا عليك خيرا وإني شفعتك في قومك فاترك للمسلمين ما أسلموا عليه وعفوت عن أهل الذنوب فاقبل منهم وإنك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك ومن أقام على يهودية أو مجوسية فعليه الجزية " قال : فأسلم المنذر بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم وحسن إسلامه ومات قبل ردة أهل البحرين وذكر ابن قانع أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال أبو الربيع بن سالم : ولا يصح ذلك .
_________ .
( 1 ) قلت : وفي " الطبقات لابن سعد " ص 19 في القسم الثاني من الجزء الأول : وأني قرأت كتابك على أهل هجر . اه