- الحديث الثامن والثلاثون : قوله : ولأن أراضي مكة كانت تسمى السوائب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم من احتاج إليها سكنها ومن استغنى عنها أسكن غيره .
قلت : رواه ابن ماجه في " سننه ( 1 ) - في الحج " حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن عثمان بن أبي سليمان عن علقمة بن نضلة قال : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأبو بكر وعمر وما تدعى رباع مكة إلا السوائب من احتاج سكن ومن استغنى أسكن انتهى . وكذلك رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه - ومسنده " ومن طريقه رواه الطبراني في " معجمه " والدارقطني في " سننه " ورواه الدارقطني أيضا عن محمد بن يزيد الأدمي ثنا يحيى بن سليم عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن عثمان به وبهذا الإسناد رواه أبو الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي في " كتابه تاريخ مكة " وحدثني جدي أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي ثنا يحيى بن سليم به قال : كانت الدور والمساكن بمكة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأبي بكر وعمر وعثمان Bهم ما تكرى ولا تباع ولا تدعى إلا السوائب من احتاج إليها سكن ومن استغنى أسكن قال يحيى : فقلت لعمر : إنك تكرى قال : قد أحل الله الميتة للمضطر إليها انتهى . وأخرجه الدارقطني أيضا ( 2 ) عن معاوية بن هشام ثنا سفيان عن عمر بن سعيد عن عثمان بن أبي سليمان عن نافع بن جبير بن مطعم عن علقمة بن نضلة الكناني قال : كانت بيوت مكة تدعى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأبي بكر وعمر السوائب لا تباع من احتاج سكن ومن استغنى أسكن انتهى .
مسائل متفرقة .
- قوله : عن ابن مسعود أنه قال : جردوا القران ويروى جردوا المصاحف قلت : رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه - في الصلاة - وفي فضائل القرآن " حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم قال : قال عبد الله : جردوا القرآن انتهى . حدثنا سهل بن يوسف عن حميد الطويل عن معاوية بن قرة عن أبي المغيرة عن ابن مسعود فذكره . حدثنا وكيع ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله بن مسعود قال : جرردوا القرآن لا تلحقوا به ما ليس منه انتهى . وبهذا السند رواه عبد الرزاق في " مصنفه - في أواخر الصوم " أخبرني الثوري عن سلمة بن كهيل به ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في " معجمه " ومن طريق ابن أبي شيبة رواه إبراهيم الحربي في كتابه " غريب الحديث " وقال : قوله : جردوا القرآن يحتمل فيه أمران : أحدهما : أي جردوه في التلاوة لا تخلطوا به غيره والثاني أي جردوه في الخط من النقط والتعشير انتهى . قلت : الثاني أولى لأن الطبراني أخرج في " معجمه " عن مسروق عن ابن مسعود أانه كان يكره التعشير في المصحف انتهى . وأخرجه البيهقي في " كتاب المدخل " عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل به : جردوا القرآن قال أبو عبيد : كان إبراهيم يذهب به إلى نقط المصاحف ويروى عن عبد الله أنه كره التعشير في المصاحف قال البيهقي : وفيه وجه آخر هو أبين وهو أنه أراد لا تخلطوا به غيره من الكتب لأن ما خلا القرآن من كتب الله تعالى إنما يؤخذ عن اليهود والنصارى وليسوا بمأمونين عليها وقوي هذا الوجه بما أخرجه عن الشعبي عن قرظة بن كعب قال : لما خرجنا إلى العراق خرج معنا عمر بن الخطاب يشيعنا وقال لنا : إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تشغلوهم بالأحاديث فتصدوهم وجردوا القرآن قال : فهذا معناه أي لا تخلطوا معه غيره انتهى . ورواية " جردوا المصاحف " غريبة .
_________ .
( 1 ) عند ابن ماجه في " الحج - في باب بيوت مكة " ص 231 .
( 2 ) هذه الطرق عند الدارقطني في " البيوع " ص 313