- الحديث الثامن والعشرون : روى أنه عليه السلام عانق جعفرا حين قدم من الحبشة وقبل بين عينيه .
قلت : روى مسندا ومرسلا : .
أما المسند : فعن ابن عمر وجابر وأبي جحيفة وعائشة .
- فحديث ابن عمر : أخرجه الحاكم في المستدرك ( 1 ) - في أواخر الصلاة " عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر قال : وجه رسول الله صلى الله عليه وسلّم جعفر بن أبي طالب إلى بلاد الحبشة فلما قدم منها اعتنقه النبي صلى الله عليه وسلّم وقبل بين عينيه قال الحاكم : إسناده صحيح لا غبار عليه انتهى .
- وأما حديث جابر : فأخرجه الحاكم في " الفضائل " عن الأجلح عن الشعبي عن جابر قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم من خيبر قدم جعفر من الحبشة فتلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقبل جبهته وقال : والله ما أدري بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر ؟ انتهى . وسكت عنه ثم أخرجه عن سفيان ( 2 ) ثنا إسماعيل بن أبي خالد وزكريا بن أبي زائدة عن الشعبي قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم الحديث وقال : هذا مرسل صحيح ورواه البيهقي في " دلائل النبوة - في باب غزوة خيبر " أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا الحسن بن أبي إسماعيل العلوي ثنا أحمد بن محمد البيروني ( 3 ) ثنا محمد بن أحمد بن أبي طيبة حدثني مكي بن إبراهيم الرعيني ثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر فذكره وقال : في إسناده إلى الثوري من لا يعرف وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني علي بن عبد الرحمن السبيعي ثنا الحسين بن الحكم الحبري ثنا الحسن بن الحسين العرني ثنا أجلح بن عبد الله عن الشعبي عن جابر فذكره .
- وأما حديث أبي جحيفة : فرواه الطبراني في " معجمه الوسط - والصغير " حدثنا أحمد ابن خالد بن مسرح الحراني ثنا عمي الوليد بن عبد الملك بن مسرح ثنا مخلد بن يزيد ثنا مسعر بن كدام عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما بين عينيه وقال : ما أدري إنا بقدوم جعفر أسر أو بفتح خيبر ؟ انتهى . وقال : تفرد به الوليد بن عبد الملك انتهى .
- وأما حديث عائشة : فرواه الدارقطني في " سننه " عنها قالت : لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة خرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم فعانقه انتهى . وأخرجه ابن عدي في " الكامل " عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت : لما قدم جعفر وأصحابه استقبله النبي صلى الله عليه وسلّم وقبله بين عينيه انتهى . ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في " شعب الإيمان " قال ابن عدي : ورواه أبو قتادة الحراني عن الثوري عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة انتهى . قال الدارقطني في " كتاب العلل " : هذا حديث يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه فرواه الثوري عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رواه أبو قتادة الحراني عنه وخالفه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير فرواه عن يحيى عن القاسم عن عائشة وكلاهما غير محفوظ وهما ضعيفان انتهى .
وأما المرسل : فعن الشعبي وعن عبد الله بن جعفر .
- فحديث الشعبي : أخرجه أبو داود في " الأدب " ( 4 ) عن علي بن مسهر عن الأجلح عن الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم تلقى جعفر بن أبي طالب فالتزمه وقبل ما بين عينيه انتهى . ورواه في " مراسيله " أيضا ورواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا علي بن مسهر به ومن طريقه الطبراني في " معجمه " .
- وحديث ابن جعفر : رواه البزار في " مسنده " حدثنا أحمد ثنا عبد الله بن شبيب ثنا إسماعيل ابن أبي يونس ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ثنا عبد الرحمن بن أبي مليكة عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال : لما قدم جعفر من الحبشة أتاه النبي صلى الله عليه وسلّم فقبل بين عينيه وقال ما أنا بفتح خيبر أشد فرحا مني بقدوم جعفر انتهى . وقال : لا نعلمه يروى عن عبد الله بن جعفر عن النبي صلى الله عليه وسلّم إلا من هذا الوجه وقد رواه الشعبي عن عبد الله بن جعفر عن أبيه انتهى . رواه البيهقي في " شعب الإيمان " في الباب الحادي والستين أخبرنا أبو الحسين بن عبدان ثنا أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن الفضل حدثني خليفة بن خياط ثنا زياد بن عبد الله البهي ثنا خالد بن سعيد عن الشعبي عن عبد الله بن جعفر قال : لما قدم جعفر من الحبشة استقبله النبي صلى الله عليه وسلّم فقبل شفتيه قال البيهقي : هكذا وجدته والمعروف بين عينيه .
- حديث آخر : في الباب رواه الترمذي ( 5 ) في " الاستئذان " حدثنا محمد بن إسماعيل ثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المديني حدثني أبي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلّم في بيتي فأتاه فقرع الباب . فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم عريانا يجر ثوبه والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده فاعتنقه وقبله انتهى . وقال : حديث حسن غريب ورواه أبو نعيم في " دلائل النبوة " في الباب الثامن والعشرين بالإسناد المذكور قالت : بلغ رسول الله A أن امرأة من بني فزارة يقال لها : أم قرفة جهزت ثلاثين راكبا من ولدها وولد ولدها وقالت : اذهبوا إلى المدينة فاقتلوا محمدا فقال النبي A : " اللهم أثكلها بولدها وبعث إليهم زيد بن حارثة في بعث فالتقوا فقتل زيد بني فزارة وقتل أم قرفة وولدها فأقبل زيد حتى قدم المدينة الحديث .
- حديث آخر : رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 6 ) أخبرنا الواقدي حدثني يعقوب بن عمر عن نافع العدوي عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم العدوي قال : أسلم نعيم بن عبد الله بن النحام بعد عشرة وكان يكتم إسلامه ثم هاجر إلى المدينة في أربعين نفر من أهله فأتى رسول الله A فاعتنقه وقبله انتهى .
_________ .
( 1 ) في " المستدرك - في صلاة التسبيح " ص 319 - ج 1 .
( 2 ) كلتا الطريقين في " المستدرك - في مناقب عبد الله بن جعفر " ص 211 - ج 3 ، والله أعلم .
( 3 ) وفي - نسخة [ س ] - " النيروزي " .
( 4 ) عند أبي داود في " الأدب - في قبلة ما بين العينين " ص 353 - ج 2 .
( 5 ) عند الترمذي في " الاستئذان - في باب ما جاء في المعانقة والقبلة " ص 103 - ج 2 .
( 6 ) عند ابن سعد في " ترجمة نعيم النحام " ص 102 - القسم الأول من الجزء السادس - وفيه : وإنما سمي النحام لأن رسول الله A قال : دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم فسمى النحام اه