8485 - عن السدي قال : خرج عمر بن الخطاب فإذا هو بضوء نار ومعه عبد الله بن مسعود فاتبع الضوء حتى دخل دارا فإذا بسراج في بيت : فدخل وذلك في جوف الليل فإذا شيخ جالس وبين يديه شراب وقينة تغنيه فلم يشعر حتى هجم عليه عمر فقال عمر : ما رأيت كالليلة منظرا أقبح من شيخ ينتظر أجله فرفع رأسه إليه فقال : بلى يا أمير المؤمنين ما صنعت أنت أقبح تجسست وقد نهى عن التجسس ودخلت بغير أذن فقال عمر : صدقت ثم خرج عاضا على ثوبه يبكي وقال : ثكلت عمر أمه إن لم يغفر له ربه نجد هذا كان يستخفي به من أهله فيقول الآن رآني عمر فيتتايع فيه ( تتايع بتاءين وبعدهما ألف وبعد الألف ياء وتقدم معنى التتايع وذلك برقم ( 8225 ) وهو إشاعة الأخبار الفاحشة انتهى . ح ) وهجر الشيخ مجلس عمر حينا فبينا عمر بعد ذلك جالس إذ قد جاء شبه المستخفي حتى جلس في أخريات الناس فرآه عمر فقال علي بهذا الشيخ فأتى فقيل له : أجب فقام وهو يرى أن عمر سيسوءه بما رأى منه فقال عمر : أدن مني فما زال يدنيه حتى أجلسه بجنبه فقال أدن مني أذنك فالتقم أذنه فقال : أما والذي بعث محمدا بالحق رسولا ما أخبرت أحدا من الناس بما رأيت منك ولا ابن مسعود فإنه كان معي فقال يا أمير المؤمنين أدن مني أذنك فالتقم أذنه فقال ولا أنا والذي بعث محمدا بالحق رسولا ما عدت إليه حتى جلست مجلسي هذا فرفع عمر صوته يكبر فما يدري الناس من أي شيء يكبر .
أبو الشيخ في كتاب القطع والسرقة