بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله الذي بعث في ( على ) رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها وأقام في كل عصر من يحوط هذه الأمة ( في شرح الجامع الصغير - الملة . ) بتشييد أركانها وتأييد سننها وتبيينها وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة يزيح ظلام الشكوك صبح يقينها وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المبعوث لرفع كلمة الإسلام وتشييدها وخفض كلمة الكفر وتهوينها وتوهينها صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ليوث الغابة وأسد عرينها .
هذا الكتاب ( هذا كتاب ) أودعت فيه من الكلم النبوية الوفا ومن الحكم المصطفوية صنوفا اقتصرت فيه على الأحاديث الوجيزة ولخصت فيه من معادن الأثر أبريزه وبالغت في تحرير التخريج فتركت القشر وأخذت اللباب وصنته عما تفرد به وضاع أو كذاب ففاق بذلك الكتب المؤلفة في هذا النوع كالفائق والشهاب وحوى من نفائس الصناعة الحديثية مالم يودع قبله في كتاب ورتبته على حروف المعجم مراعيا أول الحديث فما بعده تسهيلا على الطلاب وسميته ( الجامع الصغير من حديث البشير النذير ) لأنه مقتضب من الكتاب الكبير الذي سميته جمع الجوامع وقصدت فيه جمع الأحاديث النبوية بأسرها وهذه رموزه ( خ ) للبخاري ( م ) لمسلم ( ق ) لهما ( د ) لأبي داود ( ت ) للترمذي ( ن ) للنسائي ( هـ ) لابن ماجة ( 4 ) لهؤلاء الأربعة ( 3 ) لهم إلا ابن ماجه ( حم ) لأحمد في مسنده ( عم ) لابنه في زوائده ( ك ) للحاكم فإن كان في مستدركه اطلقت وإلا بينته ( خد ) للبخاري في الأدب ( تخ ) له في التاريخ ( حب ) لابن حبان في صحيحه ( طب ) للطبراني في الكبير ( طس ) له في الأوسط ( طص ) له في الصغير ( ص ) لسعيد ابن منصور في سننه ( ش ) لابن أبي شيبة " [ عب ] لعبد الرزاق في الجامع [ ع ] لأبي يعلى في مسنده [ قط ] للدارقطني فإن كان في السنن أطلقت وإلا بينته [ فر ] للديلمي في مسند الفردوس [ حل ] لأبي نعيم في الحليه [ هب ] للبيهقي في شعب الإيمان [ هق ] له في السنن [ عد ] لابن عدي في الكامل [ عق ] للعقيلي في الضعفاء [ خط ] للخطيب فإن كان في التاريخ أطلقت وإلا بينته وأسأل الله أن يمن بقبوله وأن يجعلنا عنده من حزبه المفلحين وحزب رسوله آمين .
انتهى ديباجة الجامع الصغير