46317 - عن أسماء بنت أبي بكر قالت : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم وخرج معه أبو بكر احتمل أبو بكر ماله كله خمسة آلاف درهم فانطلق بها معه فدخل جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال : والله إني لأراكم قد فجعتم بماله مع نفسه قلت : كلا يا أبت إنه قد ترك خيرا كثيرا فأخذت أحجارا فوضعتها في كوة من البيت التي كان أبي يضع ماله فيها ثم وضعت عليها ثوبا ثم أخذت بيده فقلت : يا أبت ضع يدك على هذا المال فوضع يده عليه وقال : لا بأس إذا ترك لكم هذا فقد أحسن وفي هذا بلاغ لكم لا والله ما ترك لنا شيئا ولكن أردت أن أسكت الشيخ بذلك قالت : فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل فوقف على باب أبو بكر فخرجت إليهم فقالوا : أين أبوك يا ابنة أبي بكر ؟ قلت : لا أدري والله أين أبي فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي ثم انصرفوا فمكثنا ثلاث ليال ما ندري أين وجه رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب وإن الناس ليتبعونه يسمعون صوته ولا يرونه حتى خرج من أعلى مكة : .
جزى الله رب الناس خير جزائه . . . رفيقين حلا خيمتي أم معبد .
هما نزلا بالبر ثم تروحا . . . فأفلح من أمسى رفيق محمد .
ليهن بني كعب مكان فتاتهم . . . ومقعدها للمؤمنين بمرصد .
( ابن إسحاق )