4665 - عن ابن عباس قال : أقبلنا مع عمر حتى انتهينا إلى مر ( قرية قريبة من مكة تسمى مر الظهران بفتح الميم وتشديد الراء وبفتح الظاء المشددة الظهران . انتهى . قاموس ) الظهران فدخل عمر الأراك يقضي حاجته وقعدت له حتى خرج فقلت : يا أمير المؤمنين أريد أن أسألك عن حديث منذ سنة فتمنعني هيبتك أن أسألك فقال : لا تفعل إذا علمت أن عندي علما فسلني فقلت : أسألك عن حديث المرأتين ؟ قال : نعم حفصة وعائشة كنا في الجاهلية لا نعتد بالنساء ولا ندخلهن في شيء من أمورنا فلما جاء الله بالإسلام أنزلهن الله حيث أنزلهن وجعل لهن حقا من غير أن يدخلهن في شيء من أمورنا فبينما أنا جالس في بعض شأني إذ قالت لي امرأتي : كذا وكذا فقلت : وما لك أنت ولهذا ؟ ومتى كنت تدخلين في أمورنا ؟ فقالت : يا ابن الخطاب ما يستطيع أحد أن يكلمك وابنتك تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى يظل غضبان فقلت وإنها لتفعل ؟ قالت : نعم فقمت فدخلت على حفصة فقلت يا حفصة ألا تتقين الله ؟ تكلمين رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى يظل غضبان ويحك لا تغتري بحسن عائشة وحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم إياها ثم أتيت أم سلمة أيضا فقلت لها مثل ذلك فقالت : لقد دخلت يا ابن الخطاب في كل شيء حتى بين رسول الله صلى الله عليه وسلّم وبين نسائه وكان لي صاحب من الأنصار يحضر رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا غبت وأحضره إذا غاب ويخبرني وأخبره ولم يكن أحد أخوف عندنا أن يغزونا من ملك من ملوك غسان فأنا ذات يوم جالس في بعض أمري إذ جاء صاحبي فقال : أبا حفص مرتين فقلت ويلك مالك ؟ أجاء الغساني ؟ قال : لا ولكن طلق رسول الله صلى الله عليه وسلّم نساءه فقلت رغمت أنف حفصة وانتعلت وأتيت النبي صلى الله عليه وسلّم وإذا في كل بيت بكاء وإذا النبي صلى الله عليه وسلّم في مشربة له وإذا على الباب غلام أسود فقلت استأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم فاستأذن لي فأذن لي فإذا هو نائم على حصير تحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف وإذا قرظ وأهب معلقة فأنشأت أخبره بما قلت لحفصة وأم سلمة وكان آلى من نسائه شهرا فلما كان ليلة تسع وعشرين نزل إليهن .
( ط )