44225 - عن علي أنه خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإن الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع وإن الآخرة قد أقبلت وأشرفت باطلاع وإن المضمار ( المضمار : أي اليوم العمل في الدنيا للاستباق في الجنة . والمضمار : الموضع الذي تضمر فيه الخيل ويكون وقتا للأيام التي تضمر فيها . أ هـ 3 / 99 النهاية . ب ) اليوم وغدا السباق ألا وإنكم في أيام أمل من ورائه أجل فمن قصر في أيام أمله قبل حضور أجله فقد خيب عمله ألا فاعملوا لله في الرغبة كما تعملون له في الرهبة ألا وإني لم أر كالجنة نائم طالبها ولم أر كالنار نائم هاربها ألا وإنه من لم ينفعه الحق ضره الباطل ومن لم يستقم به الهدي جار به الضلال ألا وإنكم قد أمرتم بالظعن ودللتم على الزاد ألا أيها الناس إنما الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر وإن الآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قادر ألا إن { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم } أيها الناس أحسنوا في عمركم تحفظوا في عقبكم فإن الله تبارك وتعالى وعد جنته من أطاعه ووعد ناره من عصاه إنها نار لا يهدأ زفيرها ولا يفك أسيرها ولا يجبر كسيرها حرها شديد وقعرها بعيد وماؤها صديد وإن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل .
( الدينوري كر )