44208 - عن محمد بن سوقة قال : أتيت نعيم بن أبي هند فأخرج إلي صحيفة فإذا فيها : من أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب سلام عليك أما بعد فإنا عهدنا وأمر نفسك لك مثلهم وأصبحت وقد وليت أمر هذه الأمة أحمرها وأسودها يجلس بين يديك الشريف والوضيع والعدو والصديق ولكل حصته من العدل فأنت كيف أنت عند ذلك يا عمر فإنا نحذرك يوما تعيي فيه الوجوه وتجف فيه القلوب وتقطع فيه الحجج بملك قهرهم بجبروته والخلق داخرون له يرجون رحمته ويخافون عقابه وإنا كنا نحدث أن أمر هذه الأمة سيرجع في آخر أن تكون إخوان العلانية أعداء السريرة وإنا نعوذ بالله أن ينزل كتابنا إليك سوى المنزل الذي نزل من قلوبنا فإنا كتبنا به نصيحة والسلام عليك فكتب إليهما : من عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة ومعاذ بن جبل سلام عليكما أما بعد فإنكما كتبتما إلي تذكر أن أنكما عهدتماني وأمر نفسي لي مثلهم فإني قد أصبحت وقد وليت أمر هذه الأمة أحمرها وأسودها يجلس بين يدي الشريف والوضيع والعدو والصديق ولكل حصته من ذلك وكتبتما فانظر كيف أنت عند ذلك يا عمر وإنه لاحول ولاقوة عند ذلك لعمر إلا بالله وكتبتما تحذراني ما حذرت به الأمم قبلنا وقديما كان اختلاف الليل والنهار بآجال الناس يقربان كل بعيد ويبليان كل جديد يأتيان بكل موعود حتى يصيران الناس إلى منازلهم من الجنة والنار كتبتما تذكران أنكما تحدثان أن أمر هذه الأمة سيرجع في آخر زمانها أن تكون إخوان العلانية أعداء السريرة ولستم بأولئك هذا ليس بزمان ذلك وإن ذلك زمان تظهر فيه الرغبة والرهبة تكون رغبة بعض الناس إلى بعض لصلاح دنياهم ورهبة بعض الناس من بعض كتبتما به نصيحة تعظاني بالله أن أنزل كتابكما سوى المنزل الذي نزل من قلوبكما فإنكما كتبتما به وقد صدقتما فلا تدعا الكتاب إلي فإني لا غنى بي عنكما والسلام عليكما .
( ش وهناد )