42981 - عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوما لأصحابه : أتدرون ما مثل أحدكم ومثل أهله وماله وعمله ؟ فقالوا : الله ورسوله أعلم فقال : إنما مثل أحدكم ومثل ماله وأهله وولده وعمله كمثل رجل له ثلاثة إخوة فلما حضرته الوفاة دعا إخوته فقال : إنه قد نزل بي من الأمر ما ترى فما لي عندك وما لي لديك ؟ فقال : ( لك عندي أن أمرضك ولا أزيلك وأن أقوم بشأنك فإذا مت غسلتك وكفنتك وحملتك مع الحاملين أحملك طورا وأميط عنك طورا فإذا رجعت أثنيت عليك بخير عند من يسألني عنك ) هذا أخوه الذي هو أهله فما ترونه ؟ قالوا : لا نسمع طائلا يا رسول الله ثم يقول لأخيه الآخر : أترى ما قد نزل بي فما لي لديك وما لي عندك ؟ فيقول ( ليس لك عندي غناء إلا وأنت في الأحياء فإذا مت ذهب بك في مذهب وذهب بي في مذهب ) هذا أخوه الذي هو ماله كيف ترونه ؟ قالوا : لا نسمع طائلا يا رسول الله ثم يقول لأخيه الآخر : أترى ما قد نزل بي وما رد علي أهلي ومالي فما لي عندك وما لي لديك ؟ فيقول ( أنا صاحبك في لحدك وأنيسك في وحشتك وأقعد يوم الوزن في ميزانك فأثقل ميزانك ) هذا أخوه الذي هو عمله كيف ترونه ؟ قالوا : خير أخ وخير صاحب يا رسول الله قال : فإن الأمر هكذا . قالت عائشة : فقام إليه عبد الله بن كرز فقال : يا رسول الله أتأذن لي أن أقول على هذا أبياتا ؟ فقال : نعم فذهب فما بات إلا ليلة حتى عاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فوقف بين يديه واجتمع الناس وأنشأ يقول : .
فإني وأهلي والذي قدمت يدي . . . كداع إليه صحبه ثم قائل .
لإخوته إذ هم ثلاثة إخوة . . . أعينوا على أمر بي اليوم نازل .
فراق طويل غير متثق به . . . فماذا لديكم في الذي هو غائل .
فقال امرأ منهم أنا الصاحب الذي . . . أطيعك فيما شئت قبل التزايل .
فأما إذا وجد الفراق فإنني . . . لما بيننا من خلة غير واصل .
فخذ ما أردت الآن مني فإنني . . . سيسلك بي في مهيل من مهائل .
فإن تبقني لا تبق فاستنقذنني . . . وعجل صلاحا قبل حتف معاجل .
وقال امرأ قد كنت جدا أحبه . . . وأوثره من بينهم في التفاضل .
غنائي أني جاهد لك ناصح . . . إذا جد جد الكرب غير مقاتل .
ولكنني باك عليك ومعول . . . ومثن بخير عند من هو سائل .
ومتبع الماشين أمشي مشيعا . . . أعين برفق عقبة كل حامل .
إلى بيت مثواك الذي أنت مدخل . . . أرجع مقرونا بما هو شاغلي .
كأن لم يكن بيني وبينك خلة . . . ولا حسن ود مرة في التباذل .
فذلك أهل المرأ ذاك غناؤهم . . . وليس وإن كانوا حراصا بطائل .
وقال امرأ منهم أنا الأخ لا ترى . . . أخا لك مثلي عند كرب الزلازل .
لدى الغير تلقاني هنالك قاعدا . . . أجادل عنك القول رجع التجادل .
وأقعد يوم الوزن في الكفة التي . . . تكون عليها جاهدا في التثاقل .
فلا تنسني واعلم مكاني فإنني . . . عليك شفيق ناصح غير خاذل .
فذلك ما قدمت من كل صالح . . . تلاقيه إن أحسنت يوم التواصل .
فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وبكى المسلمون من قوله وكان عبد الله بن كرز لا يمر بطائفة من المسلمين إلا دعوه واستنشدوه فإذا أنشدهم بكوا .
( الرامهزي في الأمثال وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي عن محمد بن عبد العزيز الزهري ضعيفان )