42797 - { مسند أبي سعيد } أما إنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات لشغلكم عما أرى : الموت فأكثروا ذكر هاذم اللذات فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه فيقول ( أنا بيت الغربة وأنا بيت الوحدة وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود ) فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر ( مرحبا وأهلا أما كنت لأحب من يمشي على ظهري إلي فإذا وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك ) فيتسع له مد بصره ويفتح له باب الجنة وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر ( لا مرحبا ولا أهلا أما كنت لأبغض من يمشي على ظهري إلي فإذا وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك ) فيلتئم عليه حتى يلتقي عليه وتختلف أضلاعه ويقيض له سبعون تنينا لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا فينهشنه ويخدشنه حتى يقضى به إلى الحساب إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار .
( غريب عد )