4341 - عن الحسن أن سراقة بن مالك المدلجي ( سراقة بن مالك المدلجي : من مشاهير الصحابة كان ينزل قديدا وهو الذي لحق النبي صلى الله عليه وسلّم وأبا بكر حين خرجا مهاجرين إلى المدينة وقصته مشهورة وتوفي صدر خلافة عثمان بن عفان ( 24 ) هـ . تهذيب التهذيب [ 3 / 456 ] . ) حدثهم أن قريشا جعلت في رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأبي بكر أربعين أوقية قال : فبينما أنا جالس إذ جاءني رجل فقال : إن الرجلين اللذين جعلت قريش فيهما ما جعلت قريبان منك بمكان كذا وكذا فأتيت فرسي وهو في المرعى فنفرت به ثم أخذت رمحي فركبته فجعلت أجر الرمح مخافة أن يشركني فيهما أهل الماء فلما رأيتهما قال أبو بكر : هذا باغ يبغينا فالتفت إلي النبي صلى الله عليه وسلّم فقال : اللهم اكفناه بما شئت قال فوحل فرسي وإني لفي جلد ( الجلد : بفتح الجيم واللام : الأرض الصلبة المستوية المتن . انتهى . قاموس . ) من الأرض فوقعت على حجر فانقلب فقلت ادع الذي فعل بفرسي ما أرى أن يخلصه وعاهده على أن لا يعصيه فدعا له فخلص الفرس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : أواهبه أنت لي ؟ فقلت نعم قال فههنا قال فعم عنا الناس وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلّم الساحل مما يلي البحر فكنت أول النهار لهم طالبا وآخر النهار لهم مسلحة ( مسلحة : أي من جنوده المسلحين ) وقال لي : إذا استقررنا بالمدينة فإن رأيت أن تأتينا فأتنا فلما قدم المدينة وظهر على أهل بدر وأحد وأسلم الناس ومن حولهم بلغني أنه يريد أن يبعث خالد بن الوليد إلى بني مدلج فأتيته فقلت له أنشدك النعمة فقال القوم مه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : دعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ما تريد ؟ فقلت بلغني أنك تريد أن تبعث خالد بن الوليد إلى قومي فأنا أحب أن توادعهم فإن أسلم قومهم أسلموا معهم وإن لم يسلموا لم تخشن صدور قومهم عليهم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلّم بيد خالد بن الوليد فقال له : اذهب معه فاصنع ما يريد فإن أسلمت قريش أسلموا معهم فأنزل الله D : { ودوا لو تكفرون كما كفروا } حتى بلغ { إلا الذين يصلون } الآية قال الحسن فالذين حصرت صدورهم بنو مدلج فمن وصل إلى بني مدلج من غيرهم كان في مثل عهدهم .
( ش وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل ) وسنده حسن