40566 - { مسند علي } عن محمد بن كعب القرظي أن أهل العراق أصابتهم أزمة فقام بينهم علي بن أبي طالب فقال : أيها الناس أبشروا فوالله إني لأرجو أن لا يمر عليكم إلا يسير حتى تروا ما يسركم من الرفاء واليسر قد رأيتني مكثت ثلاثة أيام من الدهر ما أجد شيئا آكله حتى خشيت أن يقتلني الجوع فأرسلت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم تستطعمه لي فقال : يا بنية والله ما في البيت طعام يأكله ذو كبد إلا ما ترين - لشيء قليل بين يديه - ولكن ارجعي فسيرزقكم الله فلما جاءتني فأخبرتني وانفلت وذهبت حتى آتى بني قريظة فإذا يهودي على شفة بئر فقال : يا عربي هل لك أن تسقي لي نخلي وأطعمك قلت : نعم . فبايعته على أن أنزع كل دلو بتمرة فجعلت أنزع فكلما نزعت دلوا أعطاني تمرة حتى إذا امتلأت يدي من التمر قعدت فأكلت وشربت من الماء ثم قلت : يا لك بطنا لقد لقيت اليوم ضرا ثم نزعت مثل ذلك لابنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم وضعت ثم انفلت راجعا حتى إذا كنت ببعض الطريق إذا أنا بدينار ملقى فلما رأيته وقفت أنظر إليه وأؤامر نفسي أآخذه أم أذره فأبت نفسي إلا أخذه وقلت : أستشير رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأخذته فلما جئتها أخبرتها الخبر قالت : هذا رزق من الله فاشتر لنا دقيقا فانطلقت حتى جئت السوق فإذا يهودي من يهود فدك جمع دقيقا من دقيق الشعير فاشتريت منه فلما اكتلت منه قال : ما أنت من أبي القاسم قلت : ابن عمي وابنته امرأتي فأعطاني الدينار فجئتها فأخبرتها الخبر فقالت : هذا رزق من الله D فاذهب به فارهنه بثمانية قراريط ذهب في لحم ففعلت ثم جئتها به فقطعته لها ونصبت ثم عجنت وخبزت ثم صنعنا طعاما وأرسلتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم : فجاءنا فلما رأى الطعام قال : ما هذا ؟ ألم تأتني آنفا تسألني ؟ فقلنا : بلى اجلس يا رسول الله نخبرك الخبر فإن رأيته طيبا أكلت وأكلنا فأخبرناه الخبر فقال : هو طيب فكلوا بسم الله ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلّم فخرج فإذا هو بأعرابية تشتد كأنه نزع فؤادها فقالت : يا رسول الله إني أبضع معي بدينار فسقط مني والله ما أدري أين سقط فانظر بأبي وأمي أن يذكر لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ادعي لي علي بن أبي طالب فجئته فقال : اذهب إلى الجزار فقل له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : إن قراريطك علي فأرسل بالدينار فأرسل به فأعطاه الأعرابية فذهبت به .
( العدني )