40464 - بينما ثلاثة نفر يمشون أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعله يفرجها عنكم فقال أحدهم : اللهم إنه كان والدان شيخان كبيران وامرأتي ولي صبية صغار أرعى عليهم فإذا أرحت عليهم حلبت فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل بني وإني نأى بي ذات يوم الشجر فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما فحلبت كما كنت أحلب فجئت بالحلاب ( بالحلاب : الحلاب اللبن الذي يحلبه . والحلاب أيضا والمحلب : الاناء الذي يحلب فيه اللبن . أ هـ ( 1 / 142 ) النهاية . ب ) فقمت عند رؤسهما أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أسقى الصبية قبلهما والصبية يتصاغون عند قدمى فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني قد فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة حتى نرى السماء ففرج الله منها فرجة فرأوا منها السماء وقال الآخر : اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء وطلبت منها نفسها فأبت حتى آتيها بمائة دينار فتعبت حتى جمعت مائة دينار فجئتهما بها فلما وقعت بين رجليهما قالت : يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه فقمت عنها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة ففرج لهم وقال الآخر : اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفرق أرز فلما قضى عمله قال : أعطني حقي فعرضت عليه فرقه فرغب عنه فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا ورعاءها ( ورعاءها : جمع الراعي رغاة كقاض وقضاة ورعيان كشاب وشبان ( ورعاء كجائع وجياع . أ هـ ( 197 ) المختار . ب ) فجاءني فقال : اتق الله ولا تظلمني حقي قلت : اذهب إلى تلك البقر ورعائها فخذها فقال : اتق الله ولا تستهزئ بي فقلت : إني لا أستهزئ بك خذ ذلك البقر ورعاءها فأخذه فذهب به فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج ما بقي ففرج الله ما بقي .
( ق عن ابن عمر )