39795 - { أيضا } عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة : إني أتاني الليلة آتيان فابتعثاني وقالا لي : انطلق فانطلقت معهما وإذا نحن أتينا على رجل مضطجع فإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ بها - رأسه فيتدهده الحجر فيذهب ههنا فيتبعه فيأخذه ولا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قلت هما : سبحان الله ما هذا ؟ قالا لي : انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ذلك فما يفرغ منه حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود إليه فيفعل به كما فعل في المرة الأولى : قلت لهما : سبحان الله ما هذا ؟ قالا لي : انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على بناء مثل التنور فسمعنا فيه لغطا وأصواتا فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هو يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللب ضوضؤا قلت لهما : سبحان الله ما هذا ؟ قالا لي : انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على نهر أحمر مثل الدم فإذا في النهر رجل يسبح وإذا على شاطيء النهر رجل قد جمع عنده حجارة وإذا ذاك السابح يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده حجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا حجرا فيذهب فيسبح ما يسبح ثم يرجع إليه كلما رجع فغر له فاه فالقمه حجرا .
قلت لهما : ما هذا ؟ قالا : انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء رجلا مرآة وإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها قلت لهما : ما هذا ؟ قالا لي : انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا روضة معشبة فيها من كل نور الربيع وإذا بين ظهراني الروضة رجل قائم طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء فإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط وأحسنه . قلت لهما : سبحان الله ما هذا ؟ قالا لي : انطلق انطلق فانطلقنا فانتهينا إلى دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها ولا أحسن قالا لي : ارق فيها فارتقينا فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة فأتينا باب المدينة فاستفتحناها ففتح لنا فدخلناها فتلقانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء رجلا فقالا لهم : اذهبوا : فقعوا في ذلك النهر وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا وقد ذهب عنهم السوء وصاروا في أحسن صورة .
قالا لي : هذه جنة عدن وها هو ذاك منزلك فقلت لهما : بارك الله فيكما ذراني أدخله قالا : أما الآن فلا وأنت داخله قلت لهما : إني قد رأيت هذه الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت ؟ قالا لي : أما إنا سنخبرك أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه رجل يأخذ بالقرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه وعينه ومنخره إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني وأما الرجل الذي يسبح في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا وأما الرجل الذي عنده النار الكريه المرآة فإنه مالك خازن جهنم وأما الرجل الذي في الروضة فإنه إبراهيم وأما الولدان الذين حوله فكل مولود على الفطرة قالوا : يا رسول الله وأولاد المشركين ؟ قال : وأولاد المشركين وأما القوم الذين كانوا شطرا منهم حسنا وشطرا منهم سيئا فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتجاوز الله عنهم .
( حم طب )