39793 - { من مسند سمرة بن جندب } رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة فإذا رجل جالس ورجل قائم على رأسه بيده كلوب من حديد فيدخله في شدقه فيشقه حتى يبلغ قفاه ثم يخرجه فيدخله في شدقه الآخر ويلتئم هذا الشدق فهو يفعل ذلك به قلت : ما هذا ؟ قالا : انطلق فانطلقت معهما فإذا رجل مستلق على قفاه ورجل قائم بيده فهر أو صخرة فيشدخ بها رأسه فيتدهده الحجر فإذا ذهب ليأخذه عاد رأسه كما كان فيصنع مثل ذلك فقلت : ما هذا ؟ قالا : انطلق فانطلقت معهما فإذا بيت مبني على بناء التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع توقد تحته نار فيه رجال ونساء عراة فإذا أوقدت ارتفعوا حتى يكادوا أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها فقلت : ما هذا ؟ قالا لي : انطلق فانطلقت فإذا نهر من دم فيه رجل وعلى شاطئ النهر رجل بين يديه حجارة فيقبل الرجل الذي في النهر فإذا دنا ليخرج رمى في فيه حجرا فرجع إلى مكانه فهو يفعل به ذلك فقلت : ما هذا ؟ قالا لي : انطلق فانطلقت معهما فإذا روضة خضراء وإذا فيها شجرة عظيمة وإذا شيخ في أصلها حوله صبيان وإذا رجل قريب منه وبين يديه نار فهو يحشها ويوقدها فصعدا بي في شجرة فأدخلاني دارا لم أر دارا قط أحسن منها فإذا فيها رجال شيوخ وشباب وفيها نساء وصبيانظن فأخرجاني منها فصعدا بي في الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل منها فيها شيوخ وشباب فقلت لهما : إنكما قد طوفتماني فأخبراني عما رأيت قالا : نعم أما الرجل الأول الذي رأيت فإنه رجل كذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه في الآفاق فهو يصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة ثم يصنع الله تبارك وتعالى به ما شاء وأما الرجل الذي رأيت مستلقيا فرجل آتاه الله تعالى القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل بما فيه بالنهار فهو يفعل به ما رأيت إلى يوم القيامة وأما الذي رأيت في التنور فهم الزناة وأما الذي رأيت في النهر فذلك آكل الربا وأما الشيخ الذي رأيت في أصل الشجرة فذلك إبراهيم عليه السلام وأما الصبيان الذين رأيت فأولاد الناس وأما الرجل الذي رأيت يوقد النار فذلك مالك خازن النار وتلك النار وأما الدار التي دخلت أولا فدار عامة المؤمنين وأما الدار الأخرى فدار الشهداء وأنا جبريل وهذا ميكائيل . ثم قالا لي : ارفع رأسك فرفعت فإذا كهيئة السحاب فقالا لي : وتلك دارك فقلت لهما : دعاني أدخل داري فقالا : قد بقي لك عمر لم تستكمله فلو استكملته دخلت دارك .
( حم خ م وابن خزيمة حب طب - عن سمرة )