39781 - { مسند علي } عن أبي فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي ثنا أبي إسماعيل بن زياد عن جرير بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة عن علي قال قلت : يا رسول الله ( يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ) قلت كلهم ركبانا ؟ قال : يا علي والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بأينق عليها رحال الذهب شرك نعالهم نور يتلألأ فيسيرون عليها حتى ينتهوا إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوت على صفائح الذهب وإذا عند باب الجنة شجرة ينبع من أصلها عينان فيشربون من إحدى العينين فإذا بلغ الشراب الصدر أخرج الله ما في صدورهم من غل أو حسد أو بغي وذلك قول الله تعالى ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) فلما انتهى الشراب إلى البطن طهرهم من دنس الدنيا وقذرها وذلك قول الله تعالى ( وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) ثم اغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النعيم فلا تشعث أبدانهم ولا تغير ألوانهم أبدا فيضربون بالحلقة على الصفائح فيسمع لذلك طنين فيبلغ كل حوراء أن زوجها قدم فتبعث بقيمها فلولا أنه عرفه نفسه لخر له ساجدا من النور والبهاء والحسن فيقول : يا ولي الله إنما أنا قيمك الذي وكلت بمنزلك .
فينطلق وهو بالأثر حتى ينتهي به إلى قصر من فضة شرفه الذهب يرى ظاهره من باطنه وباطنه من ظاهره فيقول : لمن هذا ؟ فيقول الملك : هو لك - قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : لو مات أحد من الفرح لمات فيريد أن يدخله فيقول له : أمامك فلا يزال يمر به على قصوره وعلى خيامه وعلى أنهاره حتى يمر به على غرفة من ياقوتة من أسفلها إلى أعلاها مائة ألف ذراع قد بنيت على جبال الدر والياقوت بين أبيض وأحمر وأخضر وأصفر ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها في الغرفة سرير عرضه فرسخ في طول ميل عليه من الفرش على قدر سبعين غرفة بعضها فوق بعض فرشه لون وسريره لون وعلى رأس ولي الله تاج لذلك التاج سبعون ركنا في كل ركن منها ياقوتة تضيء مسيرة ثلاث للمتعب ووجهه مثل القمر ليلة البدر وعليه طوق ووشاحان له نور يتلألأ وفي يده ثلاثة أسورة : سوار من ذهب وسوار من فضة وسوار من لؤلؤ وذلك قوله ( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ) وعليه سبعون حلة من حرير مختلفة الألوان على رقة الشقائق النعمان وذلك قوله تعالى ( ولباسهم فيها حرير ) يهتز السرير فرحا وشوقا إلى ولي الله فاتضع له حتى استوى عليه وينظر إلى أساس بنيانه يسترقه مخافة أن يلتمع ذلك النور بصره .
فبينما هو كذلك إذ أقبلت حوراء عيناء معها سبعون جارية وسبعون غلاما وعليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء الحلل والجلد والعظم كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء وكما يرى السلك في الدرة الصافية فلما عاينها نسي كل شيء عاينه قبلها فتستوي على السرير معه فيضرب بيده إلى نحرها فيقرأ ما في كبدها فإذا هو مكتوب : أنا حبك وأنت حبي إليك انتهت نفسي وذلك قوله ( كأنهن الياقوت والمرجان ) يشبه في بياض اللؤلؤ فيتنعم معها سبعين سنة لا تنقطع شهوتها ولا شهوته فبينما هم كذلك إذ أقبل الملائكة وللغرفتين سبعون بابا أو سبعون ألف باب على كل باب حاجب فتقول الملائكة : استأذنوا على ولي الله فتقول الحجبة : إنه ليتعاظمنا أن نستأذن لكم إنه مع أزواجه فيقولون : الملائكة بالباب يستأذنون عليك فيقول : ائذنوا لهم - ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلّم ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) قال : وتلا النبي صلى الله عليه وسلّم ( وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ) فلا تدخل الملائكة عليهم إلا بإذن والأنهار تطرد من تحت مساكنه والثمار متدلية عليه إن شاء تناولها بفيه وإن شاء تناولها متكئا وإن شاء تناولها قاعدا وإن شاء تناولها قائما ( وأنهار من ماء غير آسن ) ليس فيها كدر - والآسن الذي يتغير كما يتغير ماء الدنيا - ( وأنهار من لبن ) لم يخرج من بين الفرث والدم ولا من ضروع الماشية ( وأنهار من خمر ) لم يطأها الرجال بأرجلها ( لذة للشاربين ) لا تصدع رؤسهم ولا تغلبهم على عقولهم ( وأنهار من عسل مصفى ) من موم العسل لم يخرج من بطون النحل فبينما هو كذلك مرة يتنعم مع أزواجه ومرة يؤتى بغذائه ومرة يؤتى بشرابه ومرة تستأذن عليه الملائكة ومرة يزور ربه فيكلمه D ومرة يزور الإخوان في الله فبينا هو كذلك إذ نور قد غشيه فقال بعضهم : ما هذا النور الذي غشي أهل الجنة ؟ فيقول الملائكة : هذه حوراء أشرقت من خيمتها فرحا وشوقا إليك فما غشيك من نور فهو من نور ثغرها .
( ابن مردويه ويزيد بن سنان ( يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي مولى تميم ضعفه ابن معين وأحمد وقال البخاري مقارب الحديث توفى سنة 155 هـ تركه النسائي . ميزان الاعتدال للذهبي 4 / 427 . ص ) والثلاثة فوقه ضعفاء )