39754 - { من مسند ابن عباس } ما من نبي إلا و له دعوة كلهم قد تنجزها في الدنيا وإني ادخرت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ألا وإني سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد تحته آدم فمن دونه ولا فخر ويشتد كرب ذلك اليوم على الناس فيقولون : انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر فليشفع لنا إلى ربنا حتى يقضى بيننا فيأتون آدم فيقولون : أنت الذي خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملائكته فاشفع لنا إلى ربنا حتى يقضى بيننا .
فيقول : إني لست هناكم إني أخرجت من الجنة بخطيئتي فإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ولكن ائتوا نوحا أول النبيين فيأتون نوحا فيقولون : اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا فيقول : لست هناكم إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ولكن ائتوا إبراهيم خليل الله فيأتون إبراهيم فيقولون : اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضى بيننا فيقول : إني لست هناكم إني كذبت في الإسلام ثلاث كذبات فإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي - والله ما حاول بهن إلا عن دين الله قوله : ( إني سقيم ) وقوله ( بل فعله كبيرهم هذا ) وقوله لسارة : قولي : إنه أخي - ولكن ائتوا موسى عبدا اصطفاه الله برسالاته وبكلامه فيأتون موسى فيقولون : اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضى بيننا فيقول : إني لست هناكم إني قتلت نفسا بغير نفس وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته فيأتون عيسى فيقولون : اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضى بيننا فيقول : إني لست هناكم إني اتخذت وأمي إلهين من دون الله ولكن أرأيتم لو أن متاعا في وعاء قد ختم عليه أكان يوصل إلى ما في الوعاء حتى يفض الخاتم ؟ فيقولون لا فيقول إن محمدا قد حضر اليوم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
فيأتيني الناس فيقولون : اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضى بيننا فأقول : أنا لها حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى فإذا أراد الله أن يقضي بين خلقه نادى مناد : أين أحمد وأمته ؟ فأقوم فتتبعني أمتي غر محجلون من أثر الوضوء والطهور فنحن الآخرون الأولون أول من يحاسب وتفرح لنا الأمم عن طريقنا وتقول الأمم : كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها فأنتهي إلى باب الجنة فأستفتح فيقال : من هذا ؟ فأقول : أحمد فيفتح لي فأنتهي إلى ربي وهو على كرسيه فأخر ساجدا فأحمد ربي بمحامد لم يحمده أحد بها قبلي ولا يحمده بها أحد بعدي فيقال لي : ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع فيقال : فاذهب فأخرج من النار من كان في قلبه من الخير كذا وكذا فأنطلق فأخرجهم ثم أرجع إلى ربي فأخر ساجدا فيقال لي : ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع وسل تعطه فيحد لي حدا فأخرجهم .
( ط حم )