39702 - ( ش ) حدثنا أبو أسامة ثنا مجالد أنبأنا عامر قال أخبرتني فاطمة ابنة قيس قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذات يوم بالهاجرة فصلى ثم صعد المنبر فقام الناس فقال : أيها الناس اجلسوا فإني والله ما قمت مقامى هذا لأمر ينقصكم لرغبة ولا لرهبة وذلك أنه صعد المنبر في ساعة لم يكن يصعده فيها - ولكن تميما اتاني فأخبرني إن رهطا من بني عمه ركبوا البحر فأصابتهم عاصف من ريح ألجأتهم إلى جزيرة لا يعرفونها فقعدوا في قوارب السفينة حتى خرجوا إلى جزيرة فإذا هم بشيء أسود أهلب كثير الشعر لا يدرون هو رجل أو امرأة قالوا له : ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة قالوا : أخبرينا ما أنت قالت : ما أنا بمخبرتكم شيئا ولا سائلتكم ولكن هذا الدير قد رمقتموه فأتوه فإن فيه رجلا بالأشواق إلى أن تخبروه ويخبركم فانطلقوا حتى أتوا الدير فاستأذنوا فأذن لهم فدخلوا عليه فإذا هم بشيخ موثوق شديد الوثاق يظهر الحزن شديد التشكي .
فسلموا عليه فرد عليهم السلام فقال لهم : من أين أنتم ؟ قالوا : من الشام قال : ممن أنتم ؟ قالوا : من العرب قال : ما فعلت العرب ؟ خرج نبيهم بعد ؟ قالوا : نعم قال : ما فعل هذا الرجل الذي خرج فيكم ؟ قالوا خيرا ناواه قومه دينه فأظهره الله عليهم فأمرهم أن يعبدوا الله فهم اليوم في جميع إلههم واحد ودينهم واحد قال : ذاك خير لهم قال : ما فعلت عين زغر ؟ قالوا خيرا يسقون منها زرعهم ويستقون منها لسقيهم : قال : ما فعل نخل بين عمان وبيسان ؟ قالوا : يطعم ثمره كل عام قال : ما فعلت بحيرة الطبرية ؟ قالوا : ملأى تدفق جنباتها من كثيرة الماء فزفر ثلاث زفرات ثم قال : لو انفلت من وثاقي هذا لم أدع أضا إلا وطئتها برجلي هاتين إلا طيبة ليس لي عليها سبيل ولا سلطان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : إلى هذا انتهي فرحي هذه طيبة والذي نفسي بيده إن هذه طيبة ولقد حرم الله حرمي على الدجال أن يدخله ثم حلف صلى الله عليه وسلّم : ما فيها طريق ضيق ولا واسع ولا جبل إلا وعليه ملك شاهر سيفه إلى يوم القيامة ما يستطيع الدجال أن يدخلها على أهلها قال مجالد : فأخبرني عامر قال : ذكرت هذا الحديث للقاسم ابن محمد فقال القاسم : أشهد على عائشة لحدثتني هذا الحديث غير أنها قالت : الحرمان عليه حرام : مكة والمدينة قال عامر : فلقيت المحرز بن أبي هريرة فحدثته حديث فاطمة فقال : أشهد على أبي أنه حدثني كما حدثتك فاطمة ما نقص حرفا واحدا غير أن أبي زاد فيه بابا واحدا فقال : فخط النبي صلى الله عليه وسلّم بيده نحو المشرق ما هو قريب من عشرين مرة .
( ش )