39652 - عن عبد الله بن عمرو أن رجلا قال له : أنت الذي تزعم أن الساعة تقوم إلى مائة سنة قال : سبحان الله وأنا أقول ذلك ومن يعلم قيام الساعة إلا الله إنما قلت : ما كانت رأس مائة للخلق منذ خلقت الدنيا إلا كان عند رأس المائة أمر قال : ثم يوشك أن يخرج ابن حمل الضأن قيل : وما ابن حمل الضأن ؟ قال : رومي أحد أبويه شيطان يسير إلى المسلمين في خمسمائة ألف بحرا حتى ينزل بين عكا وصور ثم يقول : يا أهل السفن اخرجوا منها ثم أمر بها فأحرقت ثم يقول لهم : لا قسطنطينية لكم ولا رومية حتى يفصل بيننا وبين العرب قال : فيستمد أهل الإسلام بعضهم بعضا حتى تمدهم عدن أبين ( أبين : أبين بوزن أحمر : قرية على جانب البحر ناحية اليمن . النهاية 1 / 20 . ب ) على قلصاتهم فيجتمعون فيقتتلون فتكاتبهم النصارى الذين بالشام ويخيرونهم بعورات المسلمين فيقول المسلمون : الحقوا فكلكم لند عدو حتى يقضى الله بيننا وبينكم فيقتتلون شهرا لا يكل لهم سلاح ولا لكم ويقذف الطير عليكم وعليهم .
قال : وبلغنا إنه إذا كان رأس الشهر قال ربكم : اليوم أسل سيفي فأنتقم من أعدائي وأنصر أوليائي فيقتتلون مقتلة ما رئي مثلها قط حتى ما تسير الخيل إلا على الخيل وما يسير الرجل إلا على الرجل وما يجدون خلقا يحول بينهم وبين القسطنطينية ولا رومية فيقول أميرهم يومئذ : لا غلول ( غلول : الغلول هو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة . يقال : غل في المغنم يغل غلولا فهو غل . النهاية 3 / 380 . ب ) اليوم من أخذ اليوم شيئا فهو له قال : فيأخذون ما يخف عليهم ويدعون ما ثقل عليهم فبينما هم كذلك إذ جاءهم : إن الدجال قد خلفكم في ذراريكم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون ويصيب الناس مجاعة شديدة حتى أن الرجل ليحرق وتر قوسه فيأكله وحتى أن الرجل ليحرق حجفته ( حجفته : الحجفة : الترس . النهاية 1 / 345 . ب ) فيأكلها حتى أن الرجل ليكلم أخاه فما يسمعه الصوت من الجهد فبينما هم كذلك إذ سمعوا صوتا من السماء : أبشروا فقد أتاكم الغوث فيقولون : نزل عيسى ابن مريم فيستبشرون ويستبشر بهم : صل يا روح الله فيقول إن الله أكرم هذه الأمة فلا ينبغي لأحد أن يؤمهم إلا منهم فيصلي أمير المؤمنين بالناس - قيل : وأمير الناس يومئذ معاوية بن أبي سفيان ؟ قال : لا - ويصلي عيسى خلفه فإذا انصرف عيسى دعا بحربته فأتى الدجال فقال : رويدك يا دجال يا كذاب فإذا رأى عيسى وعرف صوته ذاب كما يذوب الرصاص إذا أصابته النار وكما تذوب الألية إذا أصابتها الشمس ولولا أنه يقول رويدا لذاب حتى لا يبقى منه شيء فيحمل عليه عيسى فيطعن بحربته بين ثدييه فيقتله ويفرق جنده تحت الحجارة والشجرة وعامة جنده اليهود والمنافقون فينادي الحجر : يا روح الله هذا تحتي كافر فاقتله .
فيأمر عيسى بالصليب فيكسر وبالخنزير فيقتل وتضع الحرب أوزارها حتى أن [ حتى إن ؟ ؟ ] الذئب ليربض إلى جنبه ما يغمز بها وحتى أن الصبيان ليلعبون بالحيات ما تنهشهم ويملأ الأرض عدلا فبينما هم كذلك إذ سمعوا صوتا قال : فتحت يأجوج ومأجوج وهو كما قال الله تعالى ( وهم من كل حدب ينسلون ) فيفسدون الأرض كلها حتى أن أوائلهم ليأتي النهر العجاج فيشربونه كله وأن آخرهم ليقول : قد كان ههنا نهر ويحاصرون عيسى ومن معه ببيت المقدس ويقولون : ما نعلم في الأرض أحدا إلا ذبحناه هلموا نرمي من في السماء فيرمون حتى ترجع إليهم سهامهم في نصولها الدم للبلاء فيقولون : ما بقي في الأرض ولا في السماء .
فيقول المؤمنون : يا روح الله ادع عليهم بالفناء فيدعو الله عليهم فيبعث النغف ( النغف : - بالتحريك - دود يخرج في أنوف الإبل والغنم واحدتها : نغفة . النهاية 5 / 87 . ب ) في آذانهم فيقتلهم في ليلة واحدة فتنتن الأرض كلها من جيفهم فيقولون : يا روح الله نموت من النتن فيدعو الله فيبعث وابلا من المطر فجعله سيلا فيقذفهم كلهم في البحر ثم يسمعون صوتا فيقال : مه ؟ قيل : غزي البيت الحصين فيبعثون جيشا فيجدون أوائل ذلك الجيش ويقبض عيسى ابن مريم ووليه المسلمون وغسلوه وحنطوه وكفنوه وصلوا عليه وحفروا له ودفنوه فيرجع أوائل الجيش والمسلمون ينفضون أيديهم من تراب قبره فلا يلبثون بعد ذلك إلا يسيرا حتى يبعث الله الريح اليمانية قيل : وما الريح اليمانية ؟ قال : ريح من قبل اليمن ليس على الأرض مؤمن يجد نسيمها إلا قبضت روحه قال : ويسري على القرآن في ليلة واحدة ولا يترك في صدور بني آدم ولا في بيوتهم منه شيء إلا رفعه الله فيبقى الناس ليس فيهم نبي وليس فيهم قرآن وليس فيهم مؤمن قال عبد الله بن عمرو : فعند ذلك أخفي علينا قيام الساعة فلا ندري كم يتركون كذلك تكون الصيحة قال : ولم تكن صيحة قط إلا بغضب من الله على أهل الأرض قال : وقال الله تعالى ( وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق ) سورة ص : آية 15 ، قال : فلا أدري كم يتركون كذلك .
( كر )