39549 - إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها فمنهم في الباب الأول من جهنم لا تسود وجوهم ولا تزرق أعينهم ولا يغلون بالأغلال ولا يقرنون مع الشياطين ولا يضربون بالمقامع ولا يصرخون في الأدراك منهم من يمكث فيها ساعة ثم يخرج ومنهم من يمكث فيها شهرا ثم يخرج ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج وأطولهم مكثا فيها مثل الدنيا يوم خلقت إلى يوم أفنيت وذلك سبعة آلاف سنة ثم إن الله إذا أراد أن يخرج الموحدين منها قذف في قلوب أهل الأديان فقالوا لهم : كنا نحن وأنتم جميعا في الدنيا فآمنتم وكفرنا وصدقتم وكذبنا وأقررتم وجحدنا فما أغنى ذلك عنكم نحن وأنتم اليوم فيها جميعا سواء تعذبون كما نعذب وتخلدون كما نخلد فيغضب الله عند ذلك غضبا لم يغضبه من شيء فيما مضى ولا يغضب من شيء فيما بقى فيخرج أهل التوحيد منها إلى عين بين الجنة والصراط يقال لها ( نهر الحياة ) فيرش عليهم من الماء فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل فما يلي الظل منها اخضر وما يلي الشمس منها أصفر يدخلون الجنة يكتب في جباههم ( عتقاء الله من النار ) إلا رجلا واحدا فإنه يمكث فيها بعدهم ألف سنة ثم ينادي : ( يا حنان يا منان ) فيبعث الله إليه ملكا ليخرجه فيخوض في النار في طلبه سبعين عاما لا يقدر عليه ثم يرجع فيقول : إنك أمرتني أن أخرج عبدك فلانا من النار وإني طلبته منذ سبعين سنة فلم أقدر عليه فيقول الله تعالى : انطلق فهو في وادي كذا وكذا تحت صخرة فأخرجه فيخرجه منها فيدخله الجنة .
( الحكيم - عن أبي هريرة )