39403 - خرج من عندي خليلى جبريل آنفا فقال : يا محمد والذي بعثك بالحق إن لله عبدا من عباده عبد الله تعالى خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه وطوله ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعا والبحر المحيط به بأربعة آلاف فرسخ من كل ناحية وأخرج الله له عينا عذبة بعرض الإصبع تبيض بماء عذب فتستنقع في أسفل الجبل وشجرة رمان تخرج في كل ليلة رمانة فتغذيه يومه فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته فسأل ربه عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده سبيلا حتى يبعثه وهو ساجد ففعل فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا فنجد له في العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله تعالى فيقول له الرب تبارك وتعالى : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول : يا رب بل بعملي فيقول الله : حاسبوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة وبقيت نعمة الجسد فضلا عليه فيقول : ادخلوا عبدي النار فيجر إلى النار فينادي : رب برحمتك أدخلني الجنة فيقول : ردوه فيوقف بين يديه فيقول : يا عبدي من خلقك ولم تكن شيئا ؟ فيقول : أنت يا رب فيقول : من قواك لعبادة خمسمائة سنة ؟ فيقول : أنت يا رب فيقول : من أنزلك في جبل وسط اللجة وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح وأخرج لك كل ليلة رمانة وإنما تخرج في السنة مرة ؟ وسألتني أن أقبضك ساجدا ففعلت ذلك بك ؟ فيقول : أنت يا رب فقال الله : فذلك برحمتي وبرحمتي أدخلك الجنة قال جبريل : إنما الأشياء برحمة الله يا محمد .
( الحكيم ك وتعقب حب - عن جابر )