38738 - إني والله ما قمت مقامي هذا لأمر ينفعكم لرغبة ولا لرهبة ولكن تميما الداري أتاني فأخبرني خبرا منعنى القيلولة من الفرح وقرة العين فأحببت أن أنشر عليكم فرح نبيكم ألا إن تميما الداري أخبرني أن الريح ألجأتهم إلى جزيرة لا يعرفونها فقعدوا في قوارب السفينة حتى خرجوا إلى الجزيرة فإذا هم بشيء أهلب كثير الشعر قالوا له : ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة قالوا : أخبرينا قالت : ما أنا بمخبرتكم شيئا ولا سائلتكم ولكن هذا الدير قد رمقتموه فأتوه فإن فيه رجلا بالأشواق إلى أن تخبروه بخبركم فأتوه فدخلوا عليه فإذا هم بشيخ موثق شديد الوثاق يظهر الحزن شديد التشكي فقيل لهم : من أين ؟ قالوا : من الشام ؟ قال : ما فعلت العرب ؟ قالوا : نحن قوم من العرب عما تسأل ؟ قال : ما فعل هذا الرجل الذي خرج فيكم ؟ قالوا : خيرا ناوى قوما فأظهره الله عليهم فأمرهم اليوم جميع إلههم واحد ودينهم واحد قال : ما فعلت عين زغر ( عين زغر : قرية بالشام . ص ) ؟ قالوا : خيرا : يسقون منها زروعهم ويستقون منها لسقيهم قال : ما فعل نخل بين عمان وبيسان ؟ قالوا : يطعم ثمره كل عام قال : فعلت بحيرة الطبرية ؟ قالوا : تدفق جنباتها من كثرة الماء فزفر ثلاث زفرات ثم قال : لو انفلت من وثاقي هذا لم أدع أرضا إلا وطئتها برجلي هاتين إلا طيبة ليس لي عليها سبيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى هذا انتهى فرحي هذه طيبة والذي نفسي بيده ما فيها طريق ضيق ولا واسع ولا سهل ولا جبل إلا وعليه ملك شاهر سيفه إلى يوم القيامة .
( حم هـ - عن فاطمة بنت قيس ) ( أخرجه ابن ماجه كتاب الفتن باب فتنة الدجال رقم 4074 . ص )