38117 - عن عبد الله بن زرير الغافقي قال : سمعت علي بن أبي طالب وهو يحدث حديث زمزم قال : بينا عبد المطلب نائم في الحجر أتي فقيل له : احفر برة فقال : وما برة ؟ ثم ذهب عنه حتى إذا كان الغد نام في مضجعه ذلك ؟ ؟ إذا كان الغد عاد فنام في مضجعه فأتى فقيل له : احفر المصونة قال : وما المصونة ثم ذهب عنه حتى إذا كان الغد عاد فنام في مضجعه ذلك فأتى فقيل له : احفر طيبة فقال : وما طيبة ؟ ثم ذهب عنه فلما كان الغد عاد لمضجعه فنام فيه فأتى فقيل له : احفر زمزم فقال : وما زمزم ؟ فقال : لا تنزف ولا تذم ثم نعت له موضعها فقام يحفر حتى نعت له فقالت له قريش : ما هذا يا عبد المطلب ؟ فقال : أمرت بحفر زمزم فلما كشف عنه وبصروا بالطي قالوا : يا عبد المطلب إن لنا حقا فيها معك إنها لسر أبينا إسماعيل فقال : ما هي لكم لقد خصصت بها دونكم قالوا : تحاكمنا ؟ قال : نعم قالوا : بيننا وبينك كاهنة بني سعد بن هذيم وكانت بأشراف الشام فركب عبد المطلب في نفر من بني أمية وركب من كل بطن من أفناء قريش نفر وكانت الأرض إذ ذاك مفاوز فيما بين الحجاز والشام حتى إذا كانوا بمفازة من تلك البلاد فني ماء عبد المطلب وأصحابه حتى أيقنوا بالهلكة ثم اسقوا القوم فقالوا : ما نستطيع أن نسقيكم وإنا نخاف مثل الذي أصابكم فقال عبد المطلب لأصحابه : ماذا ترون ؟ قالوا ما رأينا إلا تبع لرأيك قال : فإني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته فكلما مات رجل منكم دفعه أصحابه في حفرته حتى يكون آخركم يدفعه صاحبه فضيعة رجل أهون من ضيعة جميعكم ففعلوا ثم قال : والله إن ألقانا بأيدينا للموت ولا نضرب في الأرض ونبتغي لعل الله D أن يسقينا لعجز فقال لأصحابه : ارتحلوا فارتحلوا وارتحل فلما جلس على ناقته فانبعثت به انفجرت عين تحت خفها بماء عذب فأناخ وأناخ أصحابه فشربوا واستقوا وأسقوا ثم دعوا أصحابه : هلموا إلى الماء فقد سقانا الله فجاؤا واستقوا وسقوا ثم قالوا : يا عبد المطلب قد والله قضى لك إن الذي سقاك الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم انطلق فهي لك فما نحن بمخاصميك .
( ابن إسحاق في المبتدأ والأزرقي ق في الدلائل )