37834 - ابن عساكر أنبأنا أبو الكرم بن المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي الشهرزوري أنبأنا أبو البركات عبد الملك بن أحمد بن علي الشهرزوري أنبأنا عبد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدثني أبي حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن منير الحراني بمصر حدثنا أبو الطاهر خير بن عرفة الأنصاري حدثنا هانيء بن الحسن حدثنا بقية عن الأوزاعي عن مكحول قال سمعت واثلة بن الأسقع قال : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم غزوة تبوك حتى إذا كنا في بلاد حذام في أرض لهم يقال لها الحوزة وقد كان أصابنا عطش شديد فإذا بين أيدينا آثار غيث فسرنا مليا فإذا بغدير وإذا فيه جيفتان وإذا السباع قد وردت الماء فأكلت من الجيفتين وشربت من الماء فقلنا : يا رسول الله هذه جيفتان وآثار السباع قد أكلت منهما فقال النبي صلى الله عليه وسلّم : نعم هما طهوران اجتمعا من السماء والأرض لا ينجسهما شيء وللسباع ما شربت في بطونها ولنا ما بقي حتى إذا ذهب ثلث الليل إذا نحن بمناد ينادي بصوت حزين : اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفور لها المستجاب لها المبارك عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : يا حذيفة ويا أنس ادخلا إلى هذا الشعب فانظرا ما هذا الصوت قالا : فدخلنا فإذا برجل عليه ثياب بيض أشد بياضا من الثلج وإذا وجهه ولحيته كذلك ما أدري أيهما شد ضوءا ثيابه أو وجهه فإذا هو أعلى جسما منا بذراعين أو ثلاثة فسلمنا عليه فرد علينا السلام ثم قال : مرحبا أنتما رسل رسول الله صلى الله عليه وسلّم ؟ قالا : فقلنا : نعم قالا : فقلنا : من أنت يرحمك الله ؟ .
قال : أنا إلياس النبي خرجت أريد مكة فرأيت عسكركم فقال لي جند من الملائكة على مقدمتهم جبريل وعلى ساقتهم ميكائيل : هذا أخوك رسول الله صلى الله عليه وسلّم فسلم عليه والقه ارجعا فأقرئاه مني السلام وقولا له : لم يمنعني من الدخول إلى عسكركم إلا أني أتخوف أن تذعر الإبل ويفزع المسلمون من طولي وإن خلقي ليس كخلقكم قولا له : يأتيني قال حذيفة وأنس : فصافحناه فقال لأنس : من هذا ؟ قال : هذا حذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلّم فرحب به ثم قال : والله إنه لفي السماء أشهر منه في الأرض تسميه أهل السماء ( صاحب سر رسول الله ) صلى الله عليه وسلّم قال حذيفة : هل تلقى الملائكة قال : ما من يوم إلا أنا ألقاهم ويسلمون علي وأسلم عليهم فأتينا النبي صلى الله عليه وسلّم فخرج معنا حتى أتينا الشعب وهو يتلألأ وجهه نورا فإذا ضوء وجه إلياس كالشمس قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : على رسلكم فتقدمنا النبي صلى الله عليه وسلّم قدر خمسين ذراعا وعانقه مليا ثم قعدا قالا : فرأينا شيئا كهيئة الطير العظام بمنزلة الإبل قد أحدقت به وهي بيض وقد نشرت أجنحتها بيننا وبينهم ثم صرخ بنا النبي صلى الله عليه وسلّم فقال : يا حذيفة ويا أنس تقدما فتقدمنا فإذا بين أيديهم مائدة خضراء لم أر شيئا قط أحسن منها قد غلب خضرتها بياضنا فصارت وجوهنا خضرا وثيابنا خضرا وإذا عليها خبز ورمان وموز وعنب ورطب وبقل ما خلا الكراث ثم قال النبي صلى الله عليه وسلّم : كلوا بسم الله قالا : فقلنا : يا رسول الله أمن طعام الدنيا هذا ؟ قال : لا قال لنا : هذا رزقي ولي في كل أربعين يوما وأربعين ليلة أكلة تأتيني بها الملائكة وهذا تمام الأربعين يوما والليالي وهو شيء يقول الله له : كن فيكون .
فقلنا : من أين وجهك ؟ قال : وجهي من خلف .
رومية كنت في جيش من الملائكة مع جيش من المسلمين غزوا أمة من الكفار فقلنا : فكم يسار من ذلك الموضع الذي كنت فيه ؟ قال : أربعة أشهر وفارقته أنا منذ عشرة أيام وأنا أريد إلى مكة أشرب بها في كل سنة شربة وهي ريتي وعصمتي إلى تمام الموسم من قابل فقلنا : فأي المواطن أكثر مقامك ؟ قال : الشام وبيت المقدس والمغرب واليمن وليس من مسجد من مساجد محمد صلى الله عليه وسلّم إلا وأنا أدخله صغيرا كان أو كبيرا قلنا : الخضر متى عهدك به ؟ قال : منذ سنة كنت قد التقيت أنا وهو بالموسم وقد كان قال لي : إنك ستلقى محمدا صلى الله عليه وسلّم قبلي فأقرئه مني السلام وعانقه وبكى ثم صافحناه وعانقناه وبكى وبكينا فنظرنا إليه حتى هو في السماء كأنه يحمل حملا فقلنا : يا رسول الله لقد رأينا عجبا إذ هو إلى السماء فقال : إنه يكون بين جناحي ملك حتى ينتهي به حيث أراد .
( قال ابن عساكر : هذا حديث منكر وإسناده ليس بالقوي )