37585 - عن حرب بن شريح قال : حدثني رجل من بلعدويه حدثني جدي قال : انطلقت إلى المدينة فنزلت عند الوادي وإذا رجلان بينهما واحد وإذا المشتري يقول للبائع : أحسن مبايعتي فقلت في نفسي : هذا الهاشمي الذي أضل الناس أهو هو ؟ فنظرت فإذا رجل حسن الوجه عظيم الجبهة دقيق الأنف دقيق الحاجبين وإذا من ثغرة نحره إلى سرته مثل الخيط الأسود شعر أسود وإذا هو بين طمرين ( طمرين : الطمر - بالكسر - الثوب الخلق والجمع أطمار . المختار 314 . ب ) فدنا منا فقال : السلام عليكم فردوا عليه فلم ألبث أن دعا المشتري فقال : يا رسول الله قل له : فليحسن مبايعتي فمد يده وقال : أموالكم تملكون إني لأرجو أن ألقى الله يوم القيامة لا يطلبني أحد منكم بشيء ظلمته في مال ولا دم ولا عرض إلا بحقه رحم الله امرأ سهل البيع سهل الشراء سهل الأخذ سهل الإعطاء سهل القضاء سهل التقاضي ثم مضى فقلت : والله لأقصن أثر هذا فإنه حسن القول فتبعته فقلت : يا محمد فالتفت إلي بجمعيه فقال : ما تشاء ؟ فقلت : أنت الذي أضللت الناس وأهلكتهم وصددتهم عما كان يعبد آباؤهم قال : ذاك الله قلت : ما تدعو إليه ؟ قال : أدعو عباد الله إلى الله قلت : ما تقول ؟ قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتؤمن بما أنزل الله علي وتكفر باللات والعزى وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة قلت : وما الزكاة ؟ قال : ويرد غنينا على فقيرنا قلت : نعم الشيء تدعو إليه قال : فلقد كان وما على ظهر الأرض أحد يتنفس أبعض إلي منه فما برح حتى كان أحب إلي من ولدي ووالدي ومن الناس أجمعين قال : قد عرفت ؟ قلت : نعم يا رسول الله إني أرد ماء عليه كثير من الناس فأدعوهم إلى ما دعوتني إليه فإني أرجو أن يتبعوك قال : نعم فادعهم فأسلم أهل ذلك الماء رجالهم ونساؤهم فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلّم رأسه .
( ع كر )